صلاح حبيب يكتب في ( ولنا رأي).. هل تعود الحركة الإسلامية للحكم من جديد؟!
واجهت الحركة الإسلامية عقب ثورة ديسمبر المجيدة هجوما عنيفا من قبل الحزب الشيوعي وبعض أفراد الشعب السوداني باعتبارها أتت بحكم الإنقاذ الذي ظل لثلاثين عاما في السلطة أفسد منسوبيها وأضاعوا ثروات البلاد و العباد بل حملتها كل الإخفاقات التي وقعت، فالحكومة التي شنت الحملات عليها لم تقابلها بالصورة التي عوملت بها بل ظلت قياداتها في صمت شديد و كما يقال ان في الصمت كلام، أن منسوبي الحركة الإسلامية الذي حازوا على 53 مقعدا في البرلمان في آخر انتخابات ديمقراطية بعد زوال النظام المايوي ثم رتبوا للاستيلاء على السلطة في ظل الصراع بين الأحزاب السياسية المختلفة التي كانت تريد الانقضاض على الحكم الديمقراطي فكانت الأسرع في الاستيلاء على السلطة… واستطاعت أن تحكم لثلاثين عاما مما يؤكد أن الحركة الإسلامية لها تنظيم لايمل ولايستكين، ويعمل في كثير من الأوقات عن طريق التيم الواحد، اي انه تنظيم مرتب وله كوادر استطاع من خلالها أن يصل إلى أهدافه في ظل كثير من التنظيمات السياسية السودانية التي عاجزه عن تنظيم كوادرها أو تأهيلهم أو تدريبهم عكس الحركة الإسلامية التي تعمل على تأهيل كوادرها بصورة منتظمة مما دفع بكثير من الشباب الانتماء إليها، ولكن هل بعد سقوط نظام الإنقاذ الذي يعد واحدا من روافدها وما واجه من حملات لكسر شوكته.. هل يمكن لهذا التنظيم أن يعيد بناء نفسه وخوض الانتخابات القادمة والعودة إلى الحكم بشكل جديد؟ ام ان ماحدث له بعد سقوط الإنقاذ لن يمكنه من العودة من جديد.. أن الحركة الإسلامية التي زاحمت حزبي الأمة والاتحادي الديمقراطي خلال فترة وجيزة، لا أعتقد أن ما حصل لها سوف يبعدها عن السياسية أو المنافسة في الانتخابات القادمة، فالحركة الإسلامية كانت لها نظرة بعيدة منذ أن دخلت العمل السياسي بل كانت ترتب نفسها لحكم البلاد لأكثر من خمسين عاما وبالفعل استطاعت في غياب الأحزاب المتشاكسة ، أن الحركة الإسلامية تعمل الآن في صمت لكسب الجولة القادمة عن طريق صفها الثاني أو الثالث، بينما بقية الأحزاب الأخرى تحاول اغتنام فرص الفترة الانتقالية سواء من قبل أحزاب البعث أو الشيوعيين الذين فشلوا في العبور بالبلاد بعد أن غيبوا كل الأحزاب و انفردوا بالحكم، لذا مهما اتفقنا أو اختلفنا مع الحركة الإسلامية فإنها تعمل في صمت وستدخل الانتخابات القادمة إذا قدر لها أن تقام في الموعد المحدد 2023 وستحصل على عدد كبير من المقاعد بالبرلمان في المركز أو بمقاعد المجالس التشريعية بالولايات، والسبب بسيط وهو انها لها من الكوادر الفاعلة والتي جرى تأهيلها وصرف عليها في عملية التدريب والتأهيل، عكس الأحزاب الأخرى التي لا تستطيع أن تعين كادر من كوادرها في محلية من المحليات، الحركة الإسلامية التي حصلت على معظم دوائر الخريجين في انتخابات 1986 ووقتها لم يكن لها المال الكافي الذي يساعدها في الحصول على أكبر الدوائر الجغرافية.. ولكن فترة الثلاثين عاما الماضية تمكنت قأعدتها من العمل في أنشطة تجارية وصناعية متعددة، ومن خلالهم يمكن تمويل الانتخابات القادمة، فمهما حاولت الأحزاب السياسية اقصاءها فلن يتمكنوا طالما لهم المال والرجال، لذا وبعيدا من العواطف من المتوقع أن جاءت الانتخابات ستكون الحصان الرابح.