هل ينجح في المضي قدما بالتسوية السودانية فولكر يدعو المجتمع الدولي لاستئناف الدعم
يرى كثير من الخبراء ان دعوة ممثل الامين العام للامم المتحدة بالسودان رئيس البعثة الاممية الخاصة بدعم ومساندة الانتقال “بيرتس فولكر” للمجتمع الدولي باستئناف الدعم للسودان مؤشرا مهما للدلالة علي عزم الامم المتحدة إنجاح مهمتها بالسودان! كما يدل لوصول الامم المتحدة الي قناعة كاملة بدعم التسوية السياسية الجارية والوقوف مع حكومة “حمدوك” بعد الاتفاق السياسي الذي وقعه مع القائد الاعلي للجيش؛ الاتفاق الذي ربما كان جزءا من هندسته وتسويقه داخليا وخارجيا!.
علي الرغم من التصريحات المتعددة للامم المتحدة وممثلها بالبلاد التي ترى ان الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين رئيسي مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين لم يكن مثاليا الا انه الخيار الافضل لحقن الدماء واستمرارية الحياة ودولاب الدولة بالبلاد التي خرجت من ثورة شعبية ونزاعات اهلية وقوائم الارهاب العالمي وعزلة دولية امتدت قرابة العشرين عاما او تزيد وماتزال تحتاج الكثير حتي تستطيع الوقوف علي امكاناتها ومواردها الذاتية ويعلم الجميع انه دون دعم الحكومة اوفك ماتم تجميده من مساعدات سوف يسهم المجتمع الدولي في انهيار البلاد من حيث حرصه علي دعم ومساندة الانتقال! بمعني آخر يعمد مبعوث الامين العام للامم المتحدة بالسودان الي تخيير العالم بين دعم التسوية الجارية علي ما بها من علات او انهيار البلاد وانتكاسها!
وفي ذلك بالتأكيد اشارات متعددة الي اهمية استقرار البلاد وامنها القومي بالنسبة للامن الاقليمي في المنطقة! بما يعني ان تفتيتها اوانقسامها او حتي انهيارها وتحولها الي دولة فاشلة سوف يكون مهددا امنيا لكامل الاقليم وله كُلْفة عالية قد لا ينجح المجتمع الدولي في استيفائها او التمكن من السيطرة عليها اذا ما انفرط العقد “ووقع الفأس في الرأس” وانهارت البلد نتيجة التعنت في المواقف الصفرية التي تطالب بها بعض القوى السياسية التي تجد اذنا صاغية من بعض المحاور الدولية المؤثرة؟!
ويوافق كثير من المراقبين رؤية ممثل الامين العام مع تأكيدهم علي واقعيتها وموضوعيتها خاصة فيما تعيشه البلاد من اوضاع ومابقي من الفترة الانتقالية من زمن قليل لا يحتمل أدنى تاخير في انجاز ملفات المرحلة وتهيئة البلاد للانتقال الديموقراطي عبر صناديق الانتخاب؛ بحيث لا يحتمل محاصصات سياسية للاحزاب التي يجب عليها الابتعاد عن الصراع في هذه الفترة والاستعداد مع قواعدها للانتخابات؛ وذلك ما كان سببا لما نحن فيه من اوضاع ادت الي انسداد كامل التجربة السياسية بالبلاد! لكل ذلك ومهما كانت التبريرات التي يسوقها “فولكر” ومن يؤيده من المراقبين الا ان الصحيح والثابت انه دون متابعة المساعدات وتهدئة الاوضاع سوف ينفرط عقد البلاد ومن الصعب رتق الفتق خاصة وان هناك بوادر لتجدد النزاعات في عدد من الولايات والمناطق ذات الهشاشة بما يقود الي ان هناك ايادي خفية تعمل علي صب مزيد من الزيت علي نار البلد المشتعلة وتعمل علي زيادة الازمة وتعقيدها، الامر الذي يستدعي حقيقة مساندة الاوضاع الجارية لانها علي مابها من مآخذ افضل من بقية الاحتمالات الاخرى ومآلاتها علي واقع امن واستقرار البلاد