التوافق الوطني… دعوات في بريد الأحزاب السياسية
التصريحات التي أطلقها الدكتور جبريل إبراهيم بضرورة التوافق السياسي الشامل يمثل حلا للازمة الراهنة، وهذه التصريحات تتطابق مع الدعوات التي أطلقها الفريق أول محمد حمدان دقلو النائب الأول لمجلس السيادة بضرورة توافق الجميع على أرضية ثابتة حتى تتجاوز البلاد النفق المظلم، وبات من الواضح ان حالة التشظي السياسي والتباين العميق في المواقف سوف يشعل المزيد من الصراعات والتي بدأت واضحة بعد مسيرة ١٩ ديسمبر التي أخرجت الشارع بلا هدف او رؤية وهذا ما وصفه رئيس حزب الامة المكلف اللواء فضل الله برمة ناصر بأن الشارع ليس على قلب واحد أو امرأة واحدة وأرسل للرسالة للمحتجين امام القصر (دايرين تسوا شنو) وهي عبارة تؤكد غياب الهدف من المواكب العبثية التي تدعو لها لجان المقاومة دون تقديم أرضية ثابتة للحوار تحت شعار لا تفويض لا مشاركة لا مساومة، واتقسم الهتاف ما بين قوى تمترس خلف الانسداد الكامل للواقع السياسي بهذه الفرضية القديمة ومجموعة تطالب بالعودة للوثيقة الدستورية التي تمثل الحكومة الراهنة بين شركاء الحرية والتغيير والمجلس العسكري
ويقول المحلل السياسي محمد السناري ان تصريحات دكتور جبريل ابراهيم يجب أن تقرأ من منطلق حرص وطني يتحمله كل الاطراف لاعلا قيمة الحوار التوافقي لمنع البلاد من الانزلاق، وأشار السناري لضرورة التواثق على وحدة وسلامة السودان وأن تعي الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ان المرحلة لا تحتمل المصادمات الصعبة والخطيرة التي يشهدها الشارع اليوم، واضاف ان انتظار الحلول من الخارج لا يفيد البلاد كثيرا بل سوف يكون له عواقب وخيمة لان معظم ما يأتي من الخارج يكون مغلفا بمصالح ومطامع دولية وإقليمية، وبالتالي التوافق الوطني يمنع البلاد من السقوط والانحراف الي الحرب الأهلية وبالنهاية تقسيم السودان