ظل المجتمع الدولي المتمثل في دول الترويكا والاتحاد الاوربي وامريكا يتدخل بصورة سافرة جداً في الشؤون السياسية الداخلية للدولة السودانية ؛ وهذا التدخل لا يخلو من البحث عن المصالح الاقتصادية لهذه الدول التي لا يهمها الا مصالحها وليس امر تدخلها مرتبط بتقديم الحلول الجذرية للمشكل السوداني والتي اثقلت كاهل المواطن السوداني إقتصادياً وسياسياً وامنياً هذه الازمة السودانية المعقدة والتي فاقت كل التصورات بسبب إنسداد الافق السياسي للساسة السودانيين ولم يجدوا طريقاً لحل قضاياهم مما وجد المجتمع الدولي ضآلته في ذلك .
المجتمع الدولي ليس حريصاً في حل الازمة السودانية فلو كان حريصاً لقدم مقترحات من الحلول من شأنها ان تُفضي لانهاء الاحتقان السياسي والامني بالسودان .
بل يريد المجتمع الدولي بان تكون الاوضاع هكذا بلا حلول جذرية يستطيع في مثل هذه الاجواء تمرير اجنداته عبر اذرعه المختلفة داخل السودان .
في خضم الازمة السودانية التي لا يلوح اي حلاً لها الآن دمرت اقتصاده وكادت ان تهتك نسيجه الاجتماعي .
اما الساسة السودانيون لم يفيقوا بعد من تجاذباتهم البينية الحزبية الضيقة ويألوا من شأن همة الحس الوطني فقد اضاعوا فرصاً ثمنيةً للعبور نحو فضاءات التحول الانتقالي الديمقراطي الذي يعشقه كل سوداني عدا قلة قليلة من الساسة والوصوليون الذين يريدون ان يصلوا الي كرسي السلطة وبأي ثمن .
ما زالت الازمة السياسية السودانية هي سيدة الموقف وتتصدر انباء السودان وكالات الانباء الاقليمية و الدولية وتتسابق الفضائيات لنقل الاخبار المحزنة ولا وحلاً لهذه المعضلة الا بتنازل الجميع من رغباتهم الذاتية لصالح هذا الوطن السودان العملاق والذي قزمه ابنائه السياسيين بسبب إنسداد افقهم السياسي .
إنّ تجليات الازمة السياسية السودانية تجلت تماما بعد ما اتخذ القائد الاعلى للجيش السوداني الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان قرارات بم جبها حل الحكومة الانتقالية وبعدها وقع اتفاق عرف (بالاتفاق السياسي) بينه والدكتور عبدالله حمدوك .
في هذه الاثناء لم يمر الوقت طويلاً حتى اعلن الدكتور عبدالله حمدوك تقديم استقالته للشعب السوداني ؛ بعد ذلك فقد تفاقمت الاوضاع وزادت حدة الاستقطاب في الشارع السوداني بصورة واضحة وإزدادات حالة الاحتقان وتم شل اي تفكير ايجابي يمكن ان يساهم في حل الازمة التي تتفاقم يوماً بعد يوم .
بدأ المسؤولون الغربيون تعبيرهم عن حزنهم العميق بعد ما تقدم الدكتور عبدالله حمدوك تقديم إستقالته من منصبه كرئيساً لوزراء السودان للشعب السوداني عبر التلفزيون الرسمي للدولة السودانية وضح فيه نقاط كثيرة اجبرته على تقديم الاستقالة من ضمنها انسداد الافق السياسي للساسة السودانيين جميعهم .
إنّ الدول الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية لا يهمها ان يكون السودان مستقراً بل يصنعون الازمات ويديرونها بادواتهم المختلفة حتى لا تتوقف مصالحهم وهؤلاء الغربيون يمتلكون كل الوسائل والاليات للسيطرة على موارد السودان المتعددة الانواع .
يرى الخبراء بان المجتمع الدولي دائماً وابداً يصنع الازمات ويديرها بالياته الخاصة ويتحكم في مصير الشعوب والامم خاصة في الدول النامية ودول العالم الثالث .
ويشير الخبراء في هذا الصدد بانّ الدول الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية تتعامل في كثير من الامور في الدول النامية ودول العالم الثالث بمعايير مزدوجة وكثيرة حتى تستطيع إحكام سيطرتها على موارد هذه الدول .