وقيع الله حمودة شطة يكتب في (دلالة المصطلح) .. نتائج صادمة في إستطلاع للرأي العام السودانى حول الأوضاع الاقتصاد
كشفت دراسة بحثية علمية جديدة عن وجهة نظر ورؤية قاتمة للسودانيين حول مآلات الأوضاع الاقتصادية فى بلادهم، مؤكدين أنهم يعيشون أوضاعا اقتصادية سيئة للغاية فى بلادهم، وأن أعداداً متزايدة بصورة يومية من الشعب السودانى يعيشون دون ضروريات الحياة الأساسية، مثل الغذاء، والدواء والصحة، والتعليم، والمياه وأكد الأغلبية من السودانيين ممن شملتهم الدراسة الإستقصائية أن البلاد تسير في الإتجاه الخاطئ من، حيث المعالجات الاقتصادية وحلول الأزمة التى استفحلت وأعيت النطاسين والخبراء، نتيجة الإضطربات السياسية والاجتماعية التى تعيشها البلاد منذ ثورة 18 ديسمبر2018 التي أطاحت بنظام الإنقاذ الوطنى الحاكم منذ العام 1989م.
وفي ندوة علمية نظمها مركز السودان لإستطلاع الرأى العام والدراسات الإحصائية لمجموعة من للباحثين والأكاديميين والإعلاميين للنقاش حول الأوضاع الاقتصادية يوم الخميس الموافق 13يناير 2021م بمركز الفيصل الثقافى لمناقشة نتائج الدراسة العلمية البحثية التى هدفت إلى التعرف علي وجهة نظر الرأي العام السودانى الشعبي حول الأوضاع الاقتصادية بالبلاد، وذلك بالتعاون مع منظمة (أفروبارومتر)، وهى شبكة أبحاث إستقصائية غير سياسية لعموم قارة إفريقيا توفر بيانات ومعلومات موثقة عن تجارب البلدان الأفريقية، وتقييم مستويات الديمقراطية، وأنظمة الحكم، ونوعية الحياة فيها، وقد أجرت المنظمة(أفروبارومتر) ثماني جولات من الدراسات الإستقصائية شملت (39) دولة إفريقية منها السودان، وذلك منذ العام 1999م، وقد غطت هذه الجولة الثامنة من الدراسة لعامى 2019 – 2021م (34) دولة، حيث يقوم منهج الدراسة على المقابلات وجها لوجه مع عينات عشوائية من المواطنين في البلدان الإفريقية باللغة التي يختارها المبحوث(المواطن)، ويقوم بالبحث باحثون مختصون في المجالات المختلفة حسب مقتضي الدراسة المعينة.
وقبيل مناقشة الباحثين والخبراء الأكاديميين والإعلاميين قدم مستشار مركز السودان لإستطلاعات الرأى العام والدراسات الإحصائية( SPSC)الدكتور على إبراهيم ترك الخبير الاقتصادى المعروف محاضرة وضح من خلالها أن الهدف من الندوة، هو مناقشة نتائج الدراسة التى توصل إليها المركز بالتعاون مع منظمة أفروبارومتر المستقلة، كما أوضح أن المركز أيضاً مستقل، وقال هذه المناقشة عقدت لتحليل المؤشر الدورى لهذا النوع من الدراسات التى تجرى كل سنتين وتنشر نتائجها في الدول الأعضاء ، وهذه المرة شملت السودان حول تقييم تصور الناس عن سبل كسب العيش ومستوي الخدمات، وعن رده على سؤال طرحه أحد الباحثين حول مدي صحة وموثوقية بيانات الدراسة، قال المستشار الدكتور على ترك أن المركز يتبع المعايير الدولية في تطبيق إجراءات جمع المعلومات.
شملت الدراسة التى أجرتها المنظمة بقيادة المركز 1800 شخص بالغ بدأت فى فبراير وانتهت فى أبريل 2021م عينة عشوائية على مستوى أجزاء الدولة بناء على مسوحات سابقة أجريت فى السودان في الأعوام 2013، 2015، و2018م، وقد جاءت النتائج صادمة وخطيرة،ومخيبة للآمال، حيث أكد أغلبية السودانيين أن البلد تسير في الإتجاه الخاطئ، ووصفوا الاقتصاد الوطنى وظروف معيشتهم الشخصية بأنها سيئة، وأوضحت الدراسة أن أعداد المواطنين الذين يعيشون دون ضروريات الحياة الأساسية في تزايد مستمر، وأن أقل من نصفهم متفائل بأن الأمور ستتحسن في العام المقبل، وقال ثلاثة أرباع السودانيين أن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ دون تغيير، وذلك بنسبة 74 بالمائة، ومن نتائج الدراسة أن موقف الدولة سلبي من 86 بالمائة من كبار السن، و80 بالمائة من الفقراء، وأن واحد فقط من بين كل أربعة مواطنين يري أن ظروفهم المعيشية جيدة إلى حد ما، وأن 78 بالمائة من المواطنين بلا دخل نقدي، وأن مستوي الخدمات كالآتي: الرعاية الطبية 61 بالمائة، الغذاء 46 بالمائة، المياه 39 بالمائة، وقود الطهى 27 بالمائة، ولعل هذه النتائج تمثل مؤشرا خطيرا حول مسؤوليات الدولة، وتوفر الخدمات وتيسير سبل كسب العيش، مما يعنى للمواطنين أن ثورة التغيير السياسي كانت مصيبة وكابوسا عليهم ذهبت بهم فى الإتجاه الأسوأ.
ومن نتائج الدراسة أن المواطنين يطلبون من الحكومة التدخل لإدارة الاقتصاد والتعليم والصحة، ومكافحة الفساد والفقر، وهى المشاكل الخمس الأولي التي ينادي المواطنون بحلها بحثاً عن حياة أفضل .
