بُعْدٌ .. و .. مسَافَة .. مصطفى ابوالعزائم ..دور الإعلام والدبلوماسية في مواجهة التحديات الحالية ..
يوم الإثنين قبل الماضي ، الموافق الثالث من يناير 2022م ، كان هو الموعد الأول الذي حدّده صديقنا الدبلوماسي الحصيف ، سعادة السفير الدكتور علي يوسف أحمد ، لدعوة عدد من أصدقائه ومعارفه ، من المشغولين بالهمّ العام ، من أهل الصحافة والإعلام والدبلوماسية وبعض العاملين في العمل العام ، للمشاركة في إجتماع بمنزله بالطائف ، دفعه له وفق رسالة الدعوة ، القلق الكبير الذي ينتاب الجميع على الوطن ، من خلال الواقع الراهن المشحون بالتوتر المتصاعد ، والإستقطاب الحاد الذي أصبح سمة من سمات المشهد السياسي في بلادنا .
دعوة السّفير الدكتور علي يوسف ، وجدت في نفسي إهتماماً كبيراً ، خاصةً بعد أن علمتُ بأن المدعوين هم مجموعة من الأصدقاء والزملاء الذين لا نشك في وطنيتهم ، ولا في رجاحة عقولهم ، ولا في حرصهم على إستقرار البلاد ؛ لكن للأسف الشديد لم تمكنني ظروفي الصحيّة من المشاركة في ذلك الإجتماع ، ثم جاء موعد الإجتماع الثاني يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من يناير الحالي ، لكنه تأجل لأن بعض أعضاء هذه المجموعة كانوا يشاركون في إجتماع آخر ، هو إجتماع خاص بمبادرة جامعة الخرطوم .
وتحدّد يوم السّبت التاسع والعشرين من ذات الشهر ، ليكون موعد الإجتماع الثاني ، وقد حرصت على المشاركة فيه بعد أن شعرت بتحسّن يمكنني من المشي متوكئاً على العصا ، متحاملاً على الآلام الناتجة عن خشونة الركبة ، فالقضية تستحق .
معرفتي بالسيد السفير الدكتور علي يوسف ، قديمة وتمتد لعقود ، ولا أشك مطلقاً في وطنيته وحرصه على سلامة وإستقرار الوطن ، طوال فترة عمله بوزارة الخارجية ، التي كانت بعمر فترة حكم الإنقاذ ، ونشهد له بأنه كان مهندس العلاقات السودانية الصينية ، في مجال إستكشاف النفط وإستخراجه ، وهو ما حقق لبلادنا طفرة إقتصادية كبيرة آنذاك ، ومع ذلك نشهد للرجل بأن دافعه كان وطنياً خالصاً ، إذ لم يُعرفْ له إنتماء للحركة الإسلامية السّودانيّة أو للمؤتمر الوطني ، أو لأيٍ من تنظيمات النظام السّابق العلنية أو السرّية ، وهو ما يجعل تلبية دعوته تلك واجب .
التأم شمل المجتمعين داخل مقر رابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية ، بشارع عبدالله الطيب في الخرطوم ، والتي يشغل الدكتور علي يوسف موقع أو منصب أمينها ، وهي رابطة تعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية .
الإجتماع ضمّ أسماء لامعة ، وعقول ناضجة ، وخبراء في مجالات الإعلام المختلفة ، وكانت الجلسة أقرب لما يمكن أن يكون جلسة عصف ذهني للبحث في الأدوار المطلوبة من الإعلام والدبلوماسية خلال هذه المرحلة للخروج ببلادنا جُبّ الأزمات العميق ، بالإبتعاد عن معادلة العنف والقهر القاسية ، التي تحصد أرواح أبنائنا وبناتنا ، وسط عجز السّاسةِ من إيقاف هذا النزف المستمر الذي يؤخّر مسيرة بلادنا ، ويفتح الباب واسعاً أمام التدخّلات الأجنبيّة ، بعد أن دعاه رئيس الوزراء السّابق حمدوك ومنح الأمم المتحدة الإذن بالتدخّل في الشأن السّوداني .
الذي تمّ هو بداية نتمنّى أن تكون فرصة لجمع الصّف الوطني ، وفرصة للحوار مع الشّباب الذين عزلتهم الأحزاب والأنظمة فلم يجدوا بدّاً من الشّارع ليكون هو مسرحهم العريض الذي يطرحون عليه الأفكار والأحلام .
شكراً .. وليتها تكفي .. للأخ الكريم سعادة السيد السفير الدكتور علي يوسف ، وشكرا لكل من لبّى النداء .. وشارك في ذلك اللقاء ، الذي لن يكون الأخير ، والأيام القادمة ستثبت صدق التوقعات .
Email: sagraljidyan@gmail.com