الإنقلاب .. القوات المسلحة تبدد الهواجس
قال نائب رئيس هيئة الأركان الفريق منور عثمان نقد إنّ الجيش مؤسسة قومية لا تقوم بالانقلابات، ولا تُفكِّر في غير إرادة الشعب وحماية مكتسبات ثورة ديسمبر المجيدة، والعبور بالبلاد إلى بر الأمان حتى لو تطلّب الأمر التضحية بالأرواح وتمنى منور لدى مخاطبته بهيئة الأركان المشتركه قادة الإعلام والفكر بوسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي أن يصل السودان إلى ديمقراطية مستدامة.
أحداث تونس:
ويجئ الحديث عن الإنقلاب في السودان بعد إرهاصات ملأت الأسافير على خلفية ما يجري في تونس التي بدأت منها موجة الربيع العربي التي أطاحت عدد من الرؤساء العرب وفي الاسبوع الماضي أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد تجميد اختصاصات البرلمان وإعفاء رئيس الحكومة من مهامه على أن يتولى هو بنفسه السلطة التنفيذية بمعاونة حكومة يعين رئيسها وعلل سعيد قراراته بتعطيل عمل البرلمان وحل الحكومة بالإستناد إلى الفصل رقم 80 الذي يخول لرئيس البلاد اعتماد قرارات استثنائية في حال وجود خطر داهم يتهدد تونس.
تغريدات كوهين:
ومما زاد من مخاوف تمدد الإنقلابات والأحداث إلى بلدان عربية نشر الإعلامي الإسرائيلي المثير للجدل إيدي كوهين لتغريدة جاء فيها ما يلي: (عم أشم ريحة إنقلاب في دولة عربية أخرى بعد أحداث تونس وكردة فعل)وكوهين هو أول من أشار إلى ما سيحدث في تونس وملأت تغريداته الأسافير وهو المقرب لحكام إسرائيل. الأمر الذي فسره البعض بأن ما يجري الآن في المحيط العربي تم الترتيب له بدقة وقبل زمن طويل وذهب البعض الآخرلأبعد من ذلك وفسر حديث كوهين عن الدولة العربية الأخرى بأنه يقصد السودان.
رفض المصالحة:
وفي السودان هيأت كثرة المحاولات الإنقلابية الفاشلة التي أعلنت عنها السلطات بعد ثورة ديسمبر الأجواء لإنتشار الشائعات والهواجس حول ترتيب جهات لإنقلاب تدعمه جهات سياسية بمعاونة قوات نظامية وبعد الرفض الواسع للمصالحة مع الإسلاميين تتحدث المجالس عن ترتيب عناصر من النظام السابق لمحاولة انقلاب تم التنسيق لها مع جهات غربية وإقليمية وعربية ليأتي الفريق منور في تنوير الأمس وينفى تلك الوقائع ويؤكد أن الجيش يقف مع إرادة الشعب ولا يفكر في الإنقلاب بل يعمل على حماية مكتسبات ثورة ديسمبر ويحميها من المتربصين.
الإنتخابات طريق الديمقراطية:
ونبه خبراء ومحللون سياسيون إلى إشارة الفريق منور وحديثه عن (الديمقراطية المستدامة) وقالوا أن ذلك يتحقق عبر طريق واحد ومعلوم وهو الإنتخابات التي يلجأ إليها الشعب ليختار عبر صناديق الإقتراع من يراه مناسباً لقيادته. وأضاف الخبراء بأن إطالة أمد الفترة الإنتقالية لا معنى له ويزيد من تعقيد المشهد السياسي والإقتصادي خاصة وأن الفترة الإنتقالية الحالية في السودان شابتها الكثير من التوترات والهواجس والأزمات الإقتصادية الطاحنة التي أرهقت الشعب وجعلته يبحث عن ملاذ آمن يقيه شر الجوع والصراعات والتفلتات.