الحزب الشيوعي و”قحت”… كراع في الطوف وكراع في المركب!!
رأى كثير من المراقبين ان تصريح الشيوعي حول فشل قوى التغيير في توحيد الناس تحت قيادتها ماهو الا تزيد علي التيارات السياسية وان كان حقيقة فقد فشلت فعلا قوي التغيير في قيادة الناس او توحيد قوي الثورة حتي تلك الكتلة التي تعمل ضد قرارات قائد الجيش بعد الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي! ولكن السؤال لماذا فشلت المحاولة؟ وماهي الاسباب التي جعلت الناس تنفض عن قوي التحرير؟ ولماذا فشلت الان كل محاولاتها في التأثير عليها لقيادتها مرة اخري؟ بل لماذا لم تستطع توحيد حتي تلك الكتلة التي تقف معها في صف واحد ضد الاجراءات التي تمت بعد قرارات قائد الجيش الاخيرة؟
وتناسى الشيوعي المعطيات الحقيقية التي قادت لهذا الفشل واولها تجارب الحكومات الانتقالية السابقة ماقبل قرارات قائد الجيش؟ وممارساتها في السلطة التي كشفت عدم اهتمامهم بقضايا المواطنين وانشغالها بالسلطة والتمكين الذي فاق تمكين الانقاذ! مما خلق انطباعا عاما لدى الناس بان الحرية والتغيير لم تشتغل في قضايا الثورة الحقيقية التي ظلت مطالب ضرورية للجماهير من عدالة انتقالية وخدمات واهتمام بمعاش الناس!
واغرب ما في التصريح هو ان الحزب الشيوعي نفسه الذي يشمت الان في قوي التغيير كان احد الاجسام الرئيسة بل وصاحب الحظوة الكبيرة في تحالف الحرية والتغيير؛ ويراه كثيرون انه احد اسباب فشلها حينما كان جزءا منها؛ وهو من سعي كعادته الي بذر بذور الخلاف داخل قحت من خلال انشقاق تجمع المهنيين بقيادة كوادره وواجهاته داخل التجمع! هذا بخلاف بياناته العديدة التي كانت تدين وتستنكر وتشجب كل قرار للحكومة التي تمثل قحت بما فيها الشبوعي حاضنتها السياسية الشرعية، علي رغم اتفاقه وموافقته علي هذه القرارات مع قحت ضمن لجانها المختصة التي كان مشاركا فيها! مما اظهر قحت بمظهر المتناقض امام المواطنين وذلك كان احد اسباب الفشل التي يتولى كبرها الحزب الشيوعي نفسه! فاذا فشلت قحت وحكومتيها؛ فالشيوعي من باب اولى وقد فشل مرتين لانه جزء من هذا الفشل العريض وايضا كان احد اسبابه الرئيسة!؟
مراقبون مختلفون للمشهد السياسي في تعليقهم علي احداث التشظي المتناسلة بين قوى التغيير يصفون موقف الحزب مرحبا الشيوعي بالاذدواجية وعدم التطهرية التي يحاول ان يرسم ملامحمها لصورته في اذهان الجماهير بعد ابتعاده من المشهد الخاص بتحالف الحرية والتغيير ووقوفه بعيدا لينتقد ويمارس هوايته المفضلة في الرفض وتأزيم الاوضاع! طمعا في وراثة جماهير الثورة بعد انصرافها عن قحت! وغاب عنه مدى الوعي الذي تختزنه هذه الجماهير ومعرفتها بمناوراته السياسية ومواقف القوى والتيارات الأخرى! ومعرفتها بما مارسه من تمكين لكوادره في مفاصل الدولة التي عمل جاهدا لاسقاط حكومتيها بقيادة حمدوك! وكل ما قام به من حراك لم يعدو ان وقر به في وعي الجماهير بوصفه حزب متلون يعمل منفردا من اجل تحقيق اجنداته الخاصة دون اي اعتبار لاحد حتي اؤلائك الذين تحالف معهم في الحرية والتغيير! وانطبق عليه المثل السوداني الشهير “كراع في الطوف وكراع في المركب”!! نتيجة لما مارسه من ازدواجية وتلون وانتهازية فبينما كان يمثل حاضنة الحكومة الانتقالية كان يسعى لاسقاطها!!