استخراج الذهب من النفايات الإلكترونية بقلم م. اسماعيل بابكر
هل تساءلت يومًا عن مصير هاتفك المحمول بعد أن تستبدل به آخرَ أكثر حداثة؟ أو عن المآل الأخير للوحة الأم لجهاز الحاسوب المحمول القديم الخاص بك بعد قرارك بإلقائها في سلة المهملات؟ ربما يكون المصير في بلد كالسودان هو إعادة البيع نظير ثمن أقل الي بتاع الخرد إلى أن يأتي يوم يتوجب فيه التخلص من هذه الأشياء نهائيًّا عند انتهاء عمرها الافتراضي.
قد تتوقع أن يُلقى بالهاتف أو لوحة الدوائر الإلكترونية داخل محرقة للمخلفات الصلبة للتخلص منهما، إلا أن الأمر ليس بتلك البساطة، إذ إن هناك عددًا من الأنشطة الصناعية والاقتصادية التي تتجاوز عائداتها مليارات الدولارات قائمة على هذه الأجهزة الخربة منتهية الصلاحية. إذ تسعى العديد من الشركات لاستخلاص مواد ثمينة من هذه المخلفات، كالذهب والفضة والنحاس، فيما يُعرف بإعادة تدوير المخلفات الإلكترونية.
وتعرَّف المخلفات الإلكترونية على أنها إحدى أنواع المخلفات الأسرع نموًّا حول العالم، وتشمل المعدات الكهربائية أو الإلكترونية التي يجري التخلص منها مثل أجهزة التليفزيون القديمة، والهواتف المحمولة والبطاريات التي تحتوي على المواد السامة، مثل الرصاص، والتي يمكنها أن تتسبب في تلوث البيئة وفي مشكلات صحية إذا جرى التخلص منها بطرق غير سليمة مثل الحرق.
ويحتل الذهب صدارة البحث عن المعادن الثمينة ضمن المخلفات الإلكترونية، إذ لا يقتصر استخدامه على صناعة الحُلي فحسب، بل يمتد ليشمل صناعة بعض الأدوات الطبية والأجهزة الإلكترونية، وحتى صناعات الزجاج الملون. ويُستخرج الذهب اعتياديًّا عن طريق التعدين، إلا أن التكلفة المرتفعة لتلك العمليات، وندرة المعدن النسبية يتسببان في رفع سعر الذهب باطِّراد، كما أن استخدامه كملاذ آمن للاستثمار يُسهم في ارتفاع مبيعاته عامًا بعد عام
استخلاص الذهب من القمامة
Credit: STUDIO BOX/ Photographer’s Choice RF / Getty Images
إعلان
هل تساءلت يومًا عن مصير هاتفك المحمول بعد أن تستبدل به آخرَ أكثر حداثة؟ أو عن المآل الأخير للوحة الأم لجهاز الكومبيوتر المحمول القديم الخاص بك بعد قرارك بإلقائها في سلة المهملات؟ ربما يكون المصير في بلد نامٍ كمصر، هو إعادة البيع نظير ثمن أقل، إلى أن يأتي يوم يتوجب فيه التخلص من هذه الأشياء نهائيًّا عند انتهاء عمرها الافتراضي.
قد تتوقع أن يُلقى بالهاتف أو لوحة الدوائر الإلكترونية داخل محرقة للمخلفات الصلبة للتخلص منهما، إلا أن الأمر ليس بتلك البساطة، إذ إن هناك عددًا من الأنشطة الصناعية والاقتصادية التي تتجاوز عائداتها مليارات الدولارات قائمة على هذه الأجهزة الخربة منتهية الصلاحية. إذ تسعى العديد من الشركات لاستخلاص مواد ثمينة من هذه المخلفات، كالذهب والفضة والنحاس، فيما يُعرف بإعادة تدوير المخلفات الإلكترونية.
وتعرَّف المخلفات الإلكترونية على أنها إحدى أنواع المخلفات الأسرع نموًّا حول العالم، وتشمل المعدات الكهربائية أو الإلكترونية التي يجري التخلص منها مثل أجهزة التليفزيون القديمة، والهواتف المحمولة والبطاريات التي تحتوي على المواد السامة، مثل الرصاص، والتي يمكنها أن تتسبب في تلوث البيئة وفي مشكلات صحية إذا جرى التخلص منها بطرق غير سليمة مثل الحرق.
ويحتل الذهب صدارة البحث عن المعادن الثمينة ضمن المخلفات الإلكترونية، إذ لا يقتصر استخدامه على صناعة الحُلي فحسب، بل يمتد ليشمل صناعة بعض الأدوات الطبية والأجهزة الإلكترونية، وحتى صناعات الزجاج الملون. ويُستخرج الذهب اعتياديًّا عن طريق التعدين، إلا أن التكلفة المرتفعة لتلك العمليات، وندرة المعدن النسبية يتسببان في رفع سعر الذهب باطِّراد، كما أن استخدامه كملاذ آمن للاستثمار يُسهم في ارتفاع مبيعاته عامًا بعد عام.
لكن يبدو أن التعدين ليس الطريق الوحيد للحصول على المعدن الثمين فإعادة تدوير الذهب من مصادر ثانوية مثل المخلفات الإلكترونية يُعَد حلًّا أقل تكلفة وقد تزايدت الآمال في تلك الطريقة بعدما توصل فريق بحثي كندي إلى وسيلة لاستخراج الذهب في ثوانٍ معدودة بأسلوب بسيط ورخيص في آن واحد، باستخدام حامض الخليك (الأستيك).
التقنية التي توصل إليها فريق علمي يقوده ستيفن فوليأستاذ الكيمياء بجامعة ساسكاتشوان الكندية تستخدم حمض الخليك بتركيز خمسة في المئة (5%) لاستخلاص الذهب من الدوائر الإلكترونية خلال 10 ثوان فقط وفق فولي الذي يقول ان الأسلوب الجديد أكثر بساطة وأقل ضررًا، بل وأقل تكلفةً من الطرق القديمة التي تعتمد على حرق المخلفات أو معالجتها بالمحاليل باهظة الثمن.
ويستخدم مصنعو الدوائر الإلكترونية معدن الذهب في الأجهزة التي تحتاج إلى فولتية كهربائية منخفضة، إذ إن التيار الكهربي المار في الموصلات المصنوعة من ذلك المعدن لا تعاني من تشوه أو مقاومة عالية كما أن ذلك المعدن يملك صفة فريدة من نوعها فقدرته العالية على مُقاومة التآكل لا يضاهيه فيها معدن آخر، وكفاءته العالية في توصيل التيار الكهربي تضعه على رأس قائمة الموصلات الأمر الذي يجعل المصنعين يستعينون به كموصل في الدوائر المتكاملة رغم التكلفة الباهظة.
وهناك نوعان من العمليات الصناعة الحالية لاستخلاص الذهب من المخلفات الإلكترونية؛ الأول هو حرق تلك الدوائر داخل أفران تحت درجات حرارة عالية وهي عملية كثيفة الاستهلاك للطاقة وباهظة التكلفة وتتسبب في انبعاث غازات ومركبات ضارة على الصحة والبيئة. والثاني هو المعالجة بالمواد الكيميائية