فضل الله رابح يكتب في (الراصد) ..عرض الإذاعـــة والتلفزيون .. ترجمان القلوب ..
بعد سنوات حزن وطني وخيبات وهدوء حذر سيطر علي حياتنــا إستأنف الأمل طريقــه نحونا ونحن نعايش إحتفالات الزملاء بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والمشاهد التي صنعوها فرحا بعودتنا إلي الخدمــة بقرار من المحكمة القوميـــة العليا .. إن مشاهد الفرح النبيل أمس والزغاريـد وعلـو صوت الذكريات والمحبـة ليس غريبـا علي صناع الصورة و الجمال وهو مشهد يؤكد أصالتهم وحبهم لبعض وأنهم كانوا ضد كل الذي حدث لزملائهم وما صدر بحقهم من قرارات لجنـة التمكين ورافضين لكل القرارات الظالمـة بحق زملائهم مهما كانت المبررات ولكن إنطبق عليهم حكم القوي علي الضعيف وقتها فصمت البعض لظروف سياسيـة ظالمة وقاهرة وتماهي البعض الآخـر مع السلطة السياسيـة حينها فحلت بهم الواقعــة الأليمـة التي عبروا عنها بأثر رجعي أمس بكاءا مرا وتلاحما أخويا ووفاءا مهنيا نادرا داسوا من خلالها علي كل ظلام الماضي وإستقبلوا نور ويقين المستقبل .. أمس وأنني أتأمل مشاهد الزملاء وهم يستقبلون إخوانهم وزملائهم خارج مباني الهيئة ويسيرونهم في مهرجان فرح في مشهد مهيب أطفي علي المكان والبيئـــة المحيطة به فرحا محسوسا ومؤثرا تضامن معه كل المارة وتلميذات المدارس بجوار حوش الإذاعــة كان فرحا تنفسوا فيه الصعداء وتنهد الجميع هواءا ساخنا بعد ما سهروا أياما وليالي أليمة .. أمس إنصاع الجميع لأمر القلوب المحبـة للخير والجمال ونبذ الخلاف وإنبزغ شعاع شمس رفيع من بين غمامات سنوات عبدالله حمدوك الثلاثـة وحسراتــها العنيدة بسبب دعوتـــه العبور والإنتصار ولم يعمل لها فلربما البعض من السياسيين قد يحتقر المشهد الذي تكون أمس بحوش الإذاعـــة كونه لا يحمل له شيئا يلبي أهدافـه وطموحاتــه لكن المشهد الذي تشكل ترك في أذهان الكثيرين أثرا بالغا وسلاسل من الأفكار بعد ما غزت خيوط شمس الأمل الذهبية أفق المكان ليبدأ الجميع معها تخيلات بدايــة فصل جديد إيذانا بمستقبل وفجر زاهر بالعطاء المتجرد وخدمــة هذا الوطن الذي يستحق شعار الإحتفال ( الوطن أولا) وزيادة .. شخصيا بالأمس شعرت بفخر الإنتماء والإنحياز الحضاري للحوش الكبير ( حوش الإذاعــة والتلفزيون ) لطيبـة وشهامـة الزملاء الذين طوقونا بحسن الإستقبال وفرح غط إعلاميا علي كل الأحداث الدائرة علي السوشال ميديا وهو حفل أتوقع أن يكون له تأثير لاحق علي مجريات الأحداث والأمور لأن الأغلبية الساحقة من العاملين بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون رجحوا أن يقولوا لا للظلم ولا لتسييس مهنة الاعلام ونعم للمحافظة علي إرث الحوش في التعامل والتعايش وبذلك إنتصروا علي فئة محدودة جدا من المغرر بهم من قبل بعض السياسيين .. شكرا لكل الذين حضروا وعبروا عن فرحتهم تعبيرا حقيقيا غير مصنوع .. وشكرا لكم إخوتي صناع الجمال والمبدعين الذين أفشلوا مخطط العقوبات الإجتماعيـة علي زملاؤهم الذي حاول البعض فرضها في سبيل تحقيق اهدافهم السياسيــة عبر المنبتين .. شكرا لك من مكنتهم ظروفه وحضر الإحتفال وتقدير لكل من لم تمكنه ظروفه من الحضور .. وعميق التقدير والمحبة لكل الذين تواصلوا مع الإحتفال وشكر خاص جدا للزملاء الاعلاميين والصحفيين والمؤسسات الصحفية علي حسن التغطية وفتحهم مساحات داخل منابرهم الصحفية والإعلاميــة لعبور الفرح الكبير حتي يتفاعل الجميع ويتعايشوا مع الحدث لحظة بلحظـــة ..