مساعدات موسكو للسودان تجبر أمريكا على التراجع عن سياساتها
في تطور مفاجئ أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن تقديم مساعدات بقيمة ٧٠٠ مليون دولار للسودان ، بعد قرارها بتعليق المساعدات على خلفية قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر الشهيرة من رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان
وتزامن هذا الإعلان الأمريكي بعد وصول سفينة مساعدات روسية للسودان تقدر ب(٢٠) الف طن، وبدى واضحا ان هذه الخطوة حركت أمريكا للتراجع عن قراراتها بالإعلان عن وقف قرارها السابق بتعليق المساعدات.
ويقول الخبير الاستراتيجي معتز حسن أن أمريكا على الدوام تدير علاقاتها الخارجية بسياسة العصا والجزرة ، وأن خطوة المساعدات هذه لم تأتي الا رد فعل للتحرك الروسي صوب السودان وتبرعها بباخرة قمح، ويضيف هذه الوعود رغم أنها جاءت على لسان مسؤول امريكي في مطبخ السلطة الا انها ستكون كاذبة كما ظلت تفعل دائما.
ويقول حسن ان روسيا عندما احست بحاجة السودان للقمح قامت بالمساعدة دون مقابل، بينما أعلنت أمريكا التراجع عن قرار الحظر بعد أن سحبت موسكو البساط عنها بهذا العمل الإنساني، يضيف موسكو تتعامل معنا بندية ولا تنظر لنا كدولة من دول العالم الثالث، الأمر الذي يؤكد جديتها لكن واشنطن تسعى على الدوام لسرقة الثروات وابتزاز الدول دون النظر الى المسائل الإنسانية.
واوردت صحيفة (المونتير) الأمريكية ان واشنطن اعلنت عن تقديم 700 مليون دولار كانت قد أدرجت في السابق لمساعدة الحكومة الانتقالية وتحويلها لمبادرة الأمم المتحدة لحل الأزمة السياسية في السودان.
وبحسب (المونيتر) أن مسؤولاً أمريكياً على دراية بالملف فضل حجب هويته أكد للصحيفة أنه بالرغم من أن واشنطن ما زالت متمسكة بالعقوبات حتى الآن إلا أن المسؤولين الأمريكين رتبوا لإعادة توجيه أكثر من (700) مليون دولار من المساعدات المالية الأمريكية لدعم جماعات المجتمع المدني السوداني واللجان الناشطة المؤيدة للديمقراطية وعملية الحوار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها: “إن مغازلة المكون العسكري لروسيا عقب زيارة نائب رئيس المجلس السيادي، محمد حمدان دقلو الأسبوع الماضي أثارت مخاوف المسؤولين بقيادة مدير سياسة وزارة الخارجية الأمريكية مولي في الذين يسعون إلى البناء على شراكة واشنطن مع الخرطوم بشأن مبادرات مكافحة الإرهاب”.
فيما طالب رئيس جميع القوات الأمريكية في أفريقيا، الجنرال ستيفن تاونسيند ابتكار سياسة دعم الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب وتدريب الحكومات في أفريقيا لتحويلها الى حلفاء لواشنطن وسط منافسة استراتيجية مع روسيا والصين.