عودة حمدوك استكمال المخطط الغربي بالبلاد
تساؤلات عديدة تطرح نفسها امام ماشاع في الساحة المحلية من احاديث كثيفة وتحليلات سياسية حول اتفاق وشيك يقضي بعودة “حمدوك” مرة ثالثة الي سدة الحكم رئيسا لوزراء حكومة الفترة الانتقالية! وكانت الاشاعة مثار للعديد من الآراء والتحليلات ومداخلات السياسيين والناشطين واول ردود الافعال كانت عن الحزب الشيوعي الذي اعتبر ذلك مجرد اشاعة وفرضية لا تستند علي ساقين قاطعا بعدم تأييده لعودة الرجل مرة اخرى كما قطع كثير من السياسيين بعدم صحة الاشاعة نتيجة لتغيير الاحوال السياسية وتحولاتها التي تجاوزت عودة الرجل مرة اخرى!
وهناك من يرى ان عودة الرجل تأتي ضمن سياق استكمال الأجندة الغربية الامريكية التي نسجتها الاستخبارات لاستهداف البلاد باكرا منذ محاصرتها لنظام الانقاذ البائد وان حمدوك كان يمثل جماعا لتمظهرات تلك الاهداف التي يريدون عبرها التأثير علي مجريات الاوضاع بالبلاد التي تم زراعتها بعملاء الغرب والمنظمات والهيئات الدولية العامة والخاصة لاحكام استراتيجية السيطرة عليها عبر عناصرها وادواتها المنتشرة بكثافة داخل البلاد وساهمت عبرها ومن خلالها في الداخل باسناد الحراك الثوري ضد حكومة الانقاذ ودعمت الحرية والتغيير واعلنت ذلك دون مواربة بالاضافة الي رموز الحراك الثوري بل شارك في كثير من الأحيان سفراء الاتحاد الاوروبي ودبلوماسيي امريكا في الحراك نفسه وشجعوه عبر المشاركة في الظهور بارض الاعتصام مع الثوار واهدائهم المعدات التي تساعدهم في التأمين الليلي ولم يكن ذلك سرا او منكورا لا من السفراء الاجانب او رموز الحراك الثوري بالداخل والخارج! بحيث يعتبر الغرب وامريكا في حقيقة الامر نفسهم جزءا من نجاح الثورة التي وقفوا وراءها حتي انتصرت! وحمدوك كان احد اهم خياراتهم لقيادة المرحلة الانتقالية!
يرى بعض الخبراء والمراقبين ان “حمدوك” ووزرائه الأجانب؛ كانوا جزءا من الاستهداف وادواتا لتنفيذ المخطط الغربي بالبلاد! وتم لهم بالفعل السيطرة علي الحكم وتسنموا القيادة وتقاسمها منهم العائدون من دول المهجر وحملة الجوازات الاجنبية من دول الاتحاد الاوروبي وامريكا وبدا ان كل شى يمطي وفق ما خُططَ له وظنت امريكا والغرب انها في طريقها لابتلاع البلاد تماما! الا انهم خذلوها بعدم خبرتهم وعدم اهتمامهم بقضايا ونبض الجماهير الذين فجروا الثورة وبسياساتهم الفوقية التي اصطدمت مع الشارع العريض وجماهيره الذين خرجوا في اكثر من مليونية لتصحيح المسار، مسار الثورة، مطالبين باسقاط حكومة حمدوك لانهم يرونها لاتمثل اهداف الثورة ولم تحقق مطلوباتها وانها لم تزد علي ان تكون مجرد واجهة وحكومة بالوكالة عن مشغليها الفاعلين بالخارج! خاصة بعد تطبيقها سياسات البنك الدولي واتباعها الوصفة العلاجية التي كتبها لها صندوق النقد الدولي وسياساته المالية التي ارهقت الجماهير وزادت من معاناتها الاقتصادية مما انعكس علي حياتها المعيشية ضنكا وفاقة ومسغبة!
ولم تكتف حكومة حمدوك ووزرائه مزدوجي الجنسية بذلك وحسب وانما ازدادت وتيرة الصراع فيما بين حكومته وحاضنتها السياسية حتي وصل حدا جعله يهدد بالاستقالة اكثر من مرة وانتهت الحياة نتيجة ذلك الصراع وعدم التوافق لطريق مسدود توقف معه دولاب الدولة او كاد حتي وصل الامر باتاحة الفرصة لتدخل قيادة الجيش بقراراتها المعروفة في الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي فيما سُميَّ بقرارات تصحيح المسار! الذي واجهها المجتمع الدولي بضغوط كبيرة لاستيقانه من تعطيل مخططاته بخروج “حمدوك” من المشهد السياسي! حتي رجع مرة أخري امام الضغط الدولي الكبير بعد ماعرف بالاتفاق الاطاري في الواحد والعشرين من نوفمبر الماضي ولكن الجماهير رفضته مرة اخرى لمعرفتها بفشله الذريع طوال توليه رئاسة الوزارة في الفترة الماضية!
لهذا يبرز التساؤل الملح مرة أخرى؛ لماذا عودة حمدوك للمرة الثالثة؟ وما الذي يجعل منه البطل الوحيد لمسرحية حكم الفترة الانتقالية في مسرح الرجل الواحد! وهل تكرار نفس الفعل في ذات الظروف والبيئة والأوضاع؛ ياتي بنتائج مختلفة؟ لماذا نريد تكرار الفشل واجترار مرارة التجربة مرة اخرى؟ ماهي الاجندة الغربية التي تحملها عودة حمدوك هذه المرة؟ وماهو تاثير مواقف السودان الدولية الاخيرة علي هكذا قرار او اشاعة؟ في ظل مايعيشه العالم من تحولات؟!