أزمة التعالي المُزيف عند المثقفاتي السوداني فاطمة لقاوة
يُحكى أن مُدير مدرسة في إحدى أحياء الخرطوم أرسل دعوة إلى أولياء إمور الطلاب لحضور إجتماع مهم !وعندما حضروا طرح لهم المدير إشكاليات العام الدراسي وحوجة المدرسة إلى دعم من أولياء الإمور لإكمال العام الدراسي،ثم ترك الفُرصة للمداخلات،فإنبرى المثقفاتية والأفندية في إطلاق الكلمات الرنانة والإسترسال في الخٌطب العصماء ،بينما هناك أحد من أولياء إمور الطلاب ظهر على ملامحه التململ من إطالة الكلام ،وعندما أُعطي فرصة مداخلة ،لم يتحدث كما تحدث المثقفاتية كلا!!،فقط شكر الإدارة ثم دلف إلى صُلب الموضوع وقال للإدارة:(طالما موضوعكم هو طلب دعم ،فأنا أتبرع بمبلغ عشرة ألف جنيه مساهمةً) !وطلع القروش من جيبه الخلفي ووضعها على التربيزة ،ثم إستأذن بالإنصراف لأن لديه عمل ينتظره ،لأنه هو عامل مكنيكي !!!.
خطوة ولي الأمر الذي يعمل في المكنيكا وليست أفندي مثقفاتي ،كانت هي الأنجح والأفيد والأكثر منطقية ولم يهدر وقته في التنظير دون أن يقدم عمل ملموس.
تذكرت هذة الحكاية اليوم وأنا أتابع برنامج المشهد في قناة طيبة الحلقة٤٨٠،تقريبا تم بثها قبل خمسة أيام!ضيف الحلقة إسمه”حسن إسماعيل”وتم وصفه بالصحفي والمحلل السياسي من قِبل المذيع ،وعندما سألت عنه ،عرفت انه قد كان من ضمن طاقم الإنقاذ في نهاية عهدها وقيل انه كان يُنعت ب[حسن طرحة] ولم أستفسر عن سبب التسمية بعد.
عنوان الحلقة كان تقريبا (عن اللجنة الإقتصادية برئاسة الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس السيادي وقائد قوات الدعم السريع).
المؤسف أن الأستاذ حسن إسماعيل أسقط ورقة التوت التي يتدثر بها المثقفاتي السوداني ،وأظهر التعالي المُزيف ولجأ للتبخيس والأستهزاء والإستحقار بصورة تفضح إنهزاميته وهو يخوض حرب خاسرة ضد الجنرال حميدتي الذي أثبت وجوده المحوري في مؤشر الأحداث السياسية في السودان.
عنوان الحلقة يحتاج إلى مفكر إستراتيجي ينظر للأوضاع بمهنية عالية وينقاش الأحداث بشفافية ونظرة متكامل ويقدم نقد موضوعي ومخاوف منطقية ورؤى واضحة ونقد بناءاً ،بعيداً عن سيفيساء حسن إسماعيل وتعاليه المزيف وحنينه إلى ماضي الإنقاذ التي إنهزمت في عهده ولم يستطع حمايتها.
قضية التدهور الإقتصادي في السودان تراكمية في بلد خاضت أطول حروب أهلية أنهكت الإقتصاد ،وقد كانت للإجراءت التي إتخذها مستشاري حمدوك للإقتصاد والتي تتعلق بتطبيق سياسات البنك الدولي القدح المُعلى في خلق الواقع الإقتصادي المأزوم الآن -(يعني بالواضح كدة يا أستاذ حسن ،ان الورطة دي سببها أفندية ذيك كدة منظراتية فرضوا سياسات ولم يكن بنك السودان جاهز لتقطية فجواتها المحتملة،ثم سعوا الى إعاقة المعونات الخارجية فقط لأنهم غادروا كراسي السلطة،يعني حسادة منهم )- و قد جاء إجراء تكوين لجنة اقتصادية ضرورة قصوى من أجل تخفيف صدمة الفجوة الإقتصادية المُحتملة ،وتسمية الجنرال حميدتي على رأس اللجنة يوضح إهتمام القيادة العُليا بالأمر ،ولا يوجد أدنى شك من نجاح لجنته وإن تعثرت قليلاً بسبب المكايدات السياسية ،لأن الفارس الذي إستطاع حسم خصومه في الميدان ،وإمتدت يده بصدق للسلام وسعى لتحقيقه ،لن تهزمه قوقاء الحاسدين من أن يحقق انجازاً يخفف معاناة الشعب الذي بات ينتظر المنقذ الساعي لتغيير الواقع بإجتهاد.
المواطن اليوم لم يعد يهتم لذاك المثقفاتي صاحب الكرفتة الذي ينمق الأحرف ويسترسل في قراءة النظريات الإقتصادية ومدارسها الفكرية كلا ! فأن الموطن أصبح ينظر ويهتم ويلتف حول القائد المجتهد المثابر المتحرك وسط جمهوره المتفاعل مع الأحداث الساعي إلى وضع الحلول الملموسة دون تعقيدات لفظية وتعالي مُزيف .