المواجهة بين الحكومة وبعثة يونيتامس تدخل مرحلة حاسمة
عقد مجلس السيادة إجتماعه الدوري بالقصر الجمهوري برئاسة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس. وقالت الناطق بإسم المجلس سلمى عبد الجبار أن الإجتماع إطّلع على مصفوفة مطلوبات حكومة السودان من البعثة الأممية (اليونتامس) وفي مقدمتها إنفاذ اتفاق جوبا لسلام السودان ودعم تنفيذ البرتوكولات وحشد الموارد وتقديم الدعم اللوجستي لبناء القدرات ودعم الآليات الوطنية لحقوق الانسان والمساعدة في إنشاء ودعم مفوضية نزع السلاح وإعادة الدمج وآلية العدالة الإنتقالية وإعادة الإعمار والتنمية.
حددت الحكومة مطلوباتها من بعثة يونيتامس ويبدو أنها ستراقب الخطوات بإحترافية كبيرة عبر اللجنة الوطنية العليا للتعامل مع الأمم المتحدة والتي يرأسها عضو مجلس السيادة إبراهيم جابر. وقال وكيل وزارة الخارجية المكلف نادر يوسف في تصريح صحفي، إن إجتماعات اللجنة إستعرضت التحضيرات الخاصة بالَوزارات الإتحادية للتعامل مع متطلبات ونشاط الأمم المتحدة وبعثة يونيتامس تحديداً. وأشار إلى أن الوزارات الإتحادية قدمت برامجها ومقترحاتها ورؤاها لكيفية التعامل مع البعثة الأممية خلال المرحلة المقبلة، وبما يتطابق مع المهام التي كلفت بها.
وأضاف نادر أنه سيتم تقديم ذلك في وثيقة لليونيتامس والأمم المتحدة حتى تكون مؤشراً للتعامل مع البعثة في المرحلة القادمة. ولفت إلى أن الإجتماعات إستعرضت مواقف الدول الأعضاء في مجلس الأمن فيما يتعلق بتقرير السكرتير العام للأمم المتحدة الذي طرح أمام المجلس بخصوص يونيتامس في السودان. مؤمناً على ضرورة التواصل مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن، خاصة التي أبدت مقترحات ورؤى إيجابية وواقعية، وعبر عن شكره وتقديره لها، لموقفها الداعمة والمساندة للسودان في هذه المرحلة المهمة.
وقال خبراء ومحللون سياسيون أن سعي الحكومة للحد من حراك البعثة الأممية يجئ بعد التدخلات السافرة والتقارير المشوهة التي تقدم بها رئيس البعثة فولكر بيريتس لمجلس الأمن مما أضطر رئيس مجلس السيادة إلى التهديد بطرده حال تجاوزه لتفويضه. كما أن نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو أكد أكثر من مرة أن للبعثة مهاماً محددة لا ينبغي لها تجاوزها. مؤكداً أن السودان ليس ضد المجتمع الدولي لكنه يرفض التدخل في شؤونه الداخلية.
وأكد الخبراء أن المواجهة بين الحكومة ويونيتامس دخلت مرحلة حاسمة حيث حددت الحكومة مطلوباتها ولن تسمح للبعثة بالتجاوز وإلا فإن الطرد هو القرار المرتقب. مشيرين إلى أن الحكومة تستند إلى وقائع وشواهد أثبتت إنحياز بعثة يونيتامس لبعض الجهات والتي تستقي منها معلومات مغلوطة لتضمنها في تقاريرها لمجلس الأمن وتتجاهل الرواية الحكومية الرسمية. وقال الخبراء أن وجود بعثة يونيتامس في السودان لا يحظى بقبول شعبي ويعتبره البعض إحتلالاً ناعماً وتدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية حتى أن البعض عبر صراحة عن رؤيتهم بتسيير مواكب طالبت بطرد البعثة ورئيسها فولكر بيريتس في أقرب وقت ممكن.
ويرى الخبراء أن وجود البعثة الأممية في السودان هو قرار فردي إتخذه رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك دون أن يشاور هياكل حكومة الفترة الإنتقالية. وإغتنمت الأمم المتحدة الفرصة ووافقت على الفور وأنزلت البعثة التي فاجأت السودانيين بتدخلات سافرة وتحركات لرئيسها وكأنه الحاكم الفعلي للسودان. وختم الخبراء بضرورة إتخاذ الحكومة لقرارات تصب في خانة تعزيز السيادة الوطنية ووقف التدخلات في شؤون السودان الداخلية بقرارات حازمة حتى وإن جلبت السخط وزادت من معدلات التهديد والوعيد.