أيام في مقام الكعبة المشرفة بقلم : على يوسف تبيدي
قضيت أيام في حضرة الكعبة المشرفة ومسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام معتمرا حيث كنت على موعد مع مقام ابراهيم عليه السلام ووجدت نفسي غارقا في عالم الخشوع واللطافة وكم كانت هيبة المكان وقدسيته لاتوصف انها البقعة المباركة التي بزغ فيها نور الهداية والفوز للبشرية جمعاء ، لحظات تبعث من دواخلك شعاع من يقين وطلاوة ومهابة وأمامي الكعبة المشرفة وأنا أطوف مع الطائفين يتدافع الناس في شوق يكاد يخرجهم من حالة الوعي إلى حالة اللاوعي وجوه من كل الوجوه وأعمار من كل الأعمار تتزاحم المناكب وشعرت بأن بوابات الزمن قد انفتحت بعضها على بعض فلا تدري ان كان كتفك يصطدم بكتف مسلم من افريقيا أو الباكستان أو الصين.. أحاول تلمس ثوب الكعبة لكن هنالك شيئا يسري في دواخلي يمنحني طمأنينة لاتوصف ، صليت في مكة والمدينة وجلست أملأ نفسي بعظمة المكان واتزود منه ما استطيع.
هذا هو الصفا والمروة هنا بكت هاجر وبكي اسماعيل وركضت هذه المراة الصبورة حتى انفجرت زمزم ، كم نحن بحاجة إلى دعائك ياهاجر ، عسى أن ينفجر في قلب هذه الامة شئ من زمزم.
ما أصعب على الانسان عندما يسحب عينيه للرحيل في مقام هذا المكان العظيم.
هانذا أدعو للأهل والأصدقاء والمعارف والامة الاسلامية وأحاسيس مليئة بالشوق والايمان والامل والرجاء ، وقد ظلت مكة بقدسيتها والمدينة بمهابها معي لا تكاد تخرج مني.