مافيا الاتجار بالبشر… أسرار وخفايا
تمثل ظاهرة الاتجار بالبشر جريمة عالمية منظمة وتجارة رائجة وواسعة تمارسها وتخطط لها عصابات تجد دعما دوليا ،وتعتمد في ممارستها على مهربين ومحترفين دوليين والسودان بحكم موقعه الجغرافي اصبح معبرا وهدفا للهجرة غير الشرعية خاصة من قبل دول الجوار كما يعتبر مصدرا للهجرات غير الشرعية للمواطنين السودانيين الى اروبا واسرائيل ودول الخليج.
واعتبر الخبير والمحلل الاستراتيجي حسن عبد الباري الاتجار بالبشر من أخطر الجرائم التي تطل برأسها على المجتمع السوداني واصفا العصابات القائمة على هذه الجرائم ب ” مافيا الاتجار ” واشار الخبير الى أهم اسباب الهجرة غير الشرعية منها ضعف الوازع الديني لدى شرائح المجتمع وسوء الاوضاع الاقتصادية والامنية وتاثير الحروب والنزاعات المسلحة على المواطنين الى جانب تفشي الفقر والبطالة وسط الشباب وأضاف من العوامل المهمة التي ساعدت السودان ليكون هدفا للاتجار بالبشر هو ساحل البحر الاحمر مشيرا الى طول الحدود الشرقية والذي يبلغ طوله ٧٠٠ كلم.
ولفت الخبير الى عوامل أخرى مهمة ساعدت في نشاط ظاهرة الاتجار بالبشر أهمها غياب القوانين المنظمة للهجرة غير الشرعية والعقوبات الرادعة ما جعل محترفي الاتجار بالبشر الدوليين تنشط بكثافة ويزداد نشاطها يوما بعد يوم .
وطالب الخبير بضرورة تفعيل القوانين والتشديد على الرقابة عبر الحدود ومحاسبة التجار والمهربين الدوليين ومعاقبتهم بالغرامة والسجن معا .
وأشاد المراقبون بالجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات السودانية في مكافحة الجريمة الخطرة مشيدا بالنجاحات الكبيرة التي حققتها القوات المشتركة في حسم التفلتات والظواهر السالبة على طول الشريط الحدودي الشرقي الممتدة على ساحل البحر الاحمر وراوا أن ذلك النجاح جاء بفضل الترابط القوى بين المكونات الامنية وقوات الدعم السريع والتي سهلت كثيرا في انجاح مهام القوات المشتركة .