حلفاء بالداخل يحرجون أمريكا
أعلن الحزب الشيوعي والمؤتمر السوداني وتجمع المهنيين مقاطعتهم اللقاء التحضيري المزمع إنطلاقه بتسهيل من الآلية الأممية الأفريقية. في وقت إشترطت فيه قوى إعلان الحرية والتغيير تهيئة مناخ جديد خالي من العنف والإعتقالات إضافة إلى حماية المدنيين. ودفع رفض قوى سياسية لحوار الآلية السياسية أمريكا لإعلان موقفها بوضوح خلال إتصال هاتفي لمساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية مولي في مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أكدت فيه دعم واشنطن للحوار.
وأحرج حلفاء الداخل أمريكا برفضهم للحوار متسببين بحجج واهية أثبتت أنهم لا يريدون إستقرار السودان بل يسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية ومصالح أحزابهم قليلة العدد خاصة وأن أمريكا دعمت بقوة الحوار ودعمت قبله ذات الأحزاب الرافضة للحوار الآن عندما أصدرت البيانات وكثفت الضغوط لإطلاق سراح معتقليهم ومحاولاتها المستميتة لإعادتهم لكراسي الحكم عقب قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر من العام الماضي. إلى جانب تأليب المجتمع الدولي على المكون العسكري ومحاولة دمغه بكثير من الأكاذيب.
وقال المحلل السياسي محمد سعيد أن أمريكا ستسعى إلى إخضاع الأحزاب الرافضة للحفاظ على وجودها في الساحة السياسية في السودان. وأضاف سعيد: (رغم ترحيب المكون العسكري بحوار الآلية الثلاثية إلا أن عدم جدية بعض الأحزاب وقوى سياسية سيفشله). وأكد محمد أن رفض بعض القوى السياسية للحوار يأتي من باب المناورة ومحاولة كسب مزيد من التنازلات كما أن بعضها يستخدم الرفض ككرت ضغط لإحراج المكون العسكري والمجتمع الدولي ليقدم المزيد من الدعم للمدنيين ويضغط على الحكومة الحالية للقبول بالشروط القاسية. وقال محمد أن المكون العسكري عيونه مفتوحة ويعي جيداً لما يدور حوله ولن يقدم أية تنازلات ولن يقبل بشروط أحزاب وقوى سياسية فقدت وجودها في الساحة السودانية.
من جانبهم أكد خبراء ومحللون سياسيون أن أمريكا تحاول الآن ترميم ما ألحقته من دمار في الساحة السياسية في السودان عبر دعمها لأحزاب دون الأخرى وإصرارها على أشخاص لإدارة شؤون البلاد متدثرة بمصطلحات المدنية والديمقراطية التي هي أبعد ما تكون عن أجندتها ونواياها الحقيقية. وقال الخبراء أن ما يحدث حالياً من تعنت بعض الأحزاب ورفضها للحوار هو نتيجة حتمية لسياسة (الدلع) والحماية التي وفرتها واشنطن وحلفائها لبعض الأحزاب والقوى السياسية وأفراد فشلوا في إدارة السودان طوال السنوات الماضية.
وأشار الخبراء إلى ضرورة إنتباه المكون العسكري لأبعاد دعوات حوار الآلية الثلاثية لأن هناك بعض الجهات المتبنية للحوار لا تريد إستمرار المكون العسكري وتسعى جاهدة لإبعاده وإعادة حلفاءها الذين يبحثون عن أقصر الطرق للعودة إلى الكراسي وممارسة ذات السياسات التي أقعدت بالبلاد ولم تحقق ما يحلم به أهل السودان عقب ثورتهم المجيدة.