عبد الواحد نور حالة من الرفض الدائم والتناقض مابين مصالحه الخاصة ومصالح البلاد العامة!
تساءل العديد من الخبراء والمراقبين عن مغزي تصريحات قائد حركة جيش تحرير السودان “عبد الواحد محمد النور” التي اتهم فيها قوى اعلان الحرية والتغيير ولماذا في هذا التوقيت بالذات!؟ حيث انتقد في حوار صحفي قوى الحرية والتغيير قائلا : أنهم جزء من الأزمة وليسوا جزءا من الحل! وكل ماقامو به فاشل! مضيفا أن الحرية والتغيير اختطفوا المشهد وعملوا التسوية مع العسكر! وخذلوا الثوار وحولوا مشروع الثورة الي محاصصات؛ وهم السبب الرئيس في الانقلاب! والآن يجرون مفاوضات سرية مع الانقلابيين؟!
ليتساءل الجميع ما الذي فعله “نور” بعد ان صمت دهرا او ظل صامتا طوال الفترة الماضية؛ ليخرج بهذا التصريح العبثي؟ وماتزال معاناة اهلنا بمناطق سيطرته تزداد يوما بعد يوم؛ ولم يرض لهم حتي ان يعيشوا حياة طبيعية مستقرة تستفيد من أجواء السلام التي وفترتها لهم اتفاقية جوبا ولو بحالة نسبية، وانما يعمل علي مزيد من معاناة اهله كما اشارت بعض التقارير الصحفية والامنية بمنعه طلاب ثلاثة عشر مدرسة اساس من الجلوس لامتحان الشهادة المتوسطة!
ما الذي يمهد له “نور” بهذه التصريحات؟ وهو يجتمع مع الحزب الشيوعي؛ ومجموعة الحلو؛ ويعقد اتفاقات سرية تهدف لبداية فصل جديد من معاناة السودانيين! وخاصة اهلنا في مناطق النزاع؛ اؤلئك البسطاء الذين اختطف “نور” ارادتهم واصبح يتحدث عنهم بالوكالة! حتي بعد سقوط نظام البشير الذي اتضح انه لم يكن يقاتله من اجلهم! لانه برحيل البشير انتفى سبب قتاله! فلو كان يقاتل من أجل شعبه؛ فقد كان شعبه جزء من الحراك الثوري الذي انتح ثورة ديسمبر المجيدة وكان من المفترض به التمتع بأجواء الحرية والسلام والعدالة التي قاتل كل الشعب السوداني من أجل تحققها!
لنمض ابعد من ذلك من خلال تصريح “نور” في خذلان احلام الثوار واختطاف المشهد الثوري ولئن وافقناه في انتقاده قحت بكل ما قاله فيها الا اننا نؤكد انه ما من سيئة اتهم بها قحت الا وكانت متجلية في موقفه المتعنت باشد مما كانت لدى قحت!
الرجل الذي اطلقت عليه عبقرية الشعب مستر “لا” في دلالة علي تعنته الدائم وعدم سعيه للتوافق الوطني، ومعلوم ان مواقف الرفض اكثر المواقف ربحاً وراحةً في وقت واحد لانها لاتكلف سوي الامتناع والرفض!
حسنا لنرى ما الذي يفعله السيد نور أيضاً من أجل
الثوار الذين رفعوا شعار “يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور” نتيجة لاتهام النظام السابق لحركته وفبركة اتهام لضحايا من مواطني دارفور بدعوى انهم من عناصر حركته المندسين وسط الثوار! بحيث كان حلم الثوار بعدها ان يكون “عبد الواحد نور” اول الواصلين الي الخرطوم بمجرد انتصار الثورة! ولكن مستر” لا” لم يفعل! ثم تأملوا ان يكون اول المشاركين في منبر التفاوص بجوبا؛
الا انه أيضاً بتعنته ضيع تماما مثل قحت احلام الثورة والثوار!
لنتساءل مرة أخرى ما الذي يريده نور ومن أجل من يقاتل؟ ولأجل ماذا؟ وهو مايزال يتعنت ويمثل برفضه اكثر المواقف خذلاناً لاحلام الثوار بعدم جنوحه للسلام!
وهو الان يتم استدعائه من قبل حلفائه الجدد الحزب الشيوعي وحركة الحلو الي دولة جنوب السودان للتخطيط في الشروع للتآمر علي اشعال الحرب مرة اخرى والعودة بالبلاد وبأهله الي المربع الأول الذي لايريد لهم مغادرته من العيش باستقرار وأمن وطمأنينة كغيرهم من شعوب العالم! وهو يصرح بهذا الكلام الذي لايعتبر سوى تمهيد يبرر به زيادة معاناة البلاد واهله مرة أخرى من جديد؟!