الحرية والتغيير المناورة السياسية والازدواجية مابين الممارسة والتصريح؟!
صرح احد قيادات الحرية والتغيير عضو المجلس المركزي “احمد حضرة” لعزة برس ضمن اشارات عديدة ان استمرار حوار الآلية الثلاثية في ظل هذه الاوضاع التي تعيشها البلاد ليس سوى مضيعة للوقت! وينسى حضرة ان الحرية والتغيير لم تغب يوما عن اي اجتماع للآلية الثلاثية ضمن المشاورات غير المباشرة للآلية مع الاطراف السياسية بالبلاد!
درجت الحرية والتغيير منذ مدة علي المناورة السياسية من خلال اصدار البيانات او التصريحات التي تخالف عادة افعالها وربما تتاقضها بحيث ترفض في بيان او تصريح التعاون مع الآلية الثلاثية ثم تكون عمليا اول الجهات التي لاتفوت اي لقاء معها!
هذا التناقض وليد لخوف وارباك الحرية والتغيير التي تعلم جيدا فقدانها الشارع وكذلك ماحدث بينها وبين بقية التيارات السياسية من خراب وحجم القطيعة التي تفصل بينها وبين المكون العسكري بما جعلها تستيقن تماما عدم العودة للسلطة التي سيطرت عليها طوال مابهد الثورة وحتي قرارات قائد الجيش في الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي! ونتيجة لفشلها وممارساتها علي ارض الواقع تعلم جيدا انها لن تعود مرة اخرى!
يرى الباحث الصحفي “شمس الابصار الشريف” انه علي الرغم من عدم تأييده لما حدث في الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي الا انه لايرى امكانية لاعطاء الفرصة مرة اخرى للحرية والتغيير لانها لم تكن علي قدر طموح المرحلة ومطالب الثورة وانها لم تستطع استثمار ما اتيح لها من فرصة نادرة بالسيطرة علي الحكم من خلال تضحيات المواطنين والثوار ودمائهم الزكية وانها ضيعت كل ذلك دون ان يرف لها جفن وهي ماتزال بمثل هذه التصريحات الفجة والمتناقضة التي لاتطلقها لشئ سوى ان تظل علي وجه السطح بعد ان غمرها النسيان حينما فقدت جماهير الثورة نتيجة فشلها وعدم جديتها في تحمل المسؤولية وعدم انحيازها جانب الجماهير حينما تسنمت ظهر السلطة! ويرى شمس الابصار ان التصريح ليس سوى من اجل ان تقول الحرية والتغيير “نحن هنا” وهو ذلك الحنين الذي يتأملها تجاه مافقدت من سلطة اتضح فيما بعد انها مستعدة لفعل اي شى من اجل العودة اليها مرة اخرى!
بينما يرى بعض المراقبين ان تصريح القيادي بالحرية والتغيير بعدم جدوى ماتقوم به الآلية ماهو الا ذلة لسان اظهرت من خلالها الحرية والتغيير نيتها عرقلة الحوار بين الاطراف السودانية والعمل علي عدم وصولها الي اي توافق يقود البلاد الي الاستقرار مادام تعلم جيدا انه لن يكون لها اي مستقبل في الحكم مرة اخرى! وليس من مصلحتها استقرار البلاد بل ابقائها علي حافة الهاوية والاستفادة من هذه الاوضاع المأزومة ربما في اتفاق يقربها من الحكم ولو من خلال بعض الوظائف القيادية بالدولة!
ويرى كثير من المراقبين ازدياد خطاب الازدواجية لدى الحرية والتغيير ومناوراتها السياسية وفعل الشئ ونقيضه والتصريح بالرفض علنا لما تفعله في الخفاء وليس بعيدا من ذلك اجتماع بعض منسوبيها مع المكون العسكري سرا للتفاوض حول رجوعها الي الحكم مرة اخرى! كل ذلك يجعل الجميع يصل الى قناعة بان الحرية والتغيير لاتستحي ان تفعل اي شئ في سبيل عودتها مرة اخرى لسدة الحكم التي فقدتها!؟