هنادي عبد اللطيف تكتب.. 39 عاما على الكارثة التي فجعت السودانين
يصادف اليوم 25من مايو الذكرى ال 39 لأكبر مأساة وفاجعة هزت السودانين الكارثة التي أودت بحياة 350 من السودانين غرقا وحرقا على البحر. فجعت المئات من الأسر. بغرق الباخرة العاشر من رمضان في رحلة عودتها مصر. روى لي أحد شهود العيان والناجين من الكارثة عن هروب الطاقم الذي يقود الباخرة تاركا خلفة الأطفال والنساء والمرضى ولم يسعى حتى في نجدتهم. روى لي مأساته بفقدانه أسرته وأطفاله. في هذه المادة التي كتبها قبل سنوات.
الباخرة 10 رمضان..39 عاما على المأساة
* أقرت المحكمة المصرية التعويضات وسط فصول من المماطلة من الشركة المالكة
* المحامي المصري: الباخرة مملوكة لشركة مصرية سودانية والقضية ستحتاج الى تدخل سياسى من الجانبين
* متضرر: فقدت أسرتي بسبب إهمال الطاقم الذي أنقذ نفسه وتركنا نواجه الموت
* الباخرة كانت محملة بالمواد البترولية..وعددالركاب فوق طاقتها
* أحد الناجيين: رأينا الموت بأعيننا ونطقناالشهادتين…وأهلنا أقاموا مأتما ولم يتوقعوانجاتنا
يصادف اليوم الثاث والعشرون من مايو الذكرى الثامنة والعشرين لاحتراق الباخرة المصرية العاشر من رمضان التي يصل عدد ركابها حوالي 750راكبا معظمهم سودانيون بينهم وزير المعارفلسابق عمر مصطفى المك وكانت بينهم رحلةعلمية لطالبات مدرسة الجريف شرق لحوالي 50طالبة جميعهم لقوا حتفهم في الحادث وبينهم منذهب في رحلة للعلاج والبعض الآخر للتجارةوغيره …. عدد المتوفين في الحادث بلغ حوالي 350 راكبا..بينما نجا حوالي 300 راكب …بعد سبعةوعشرين عاما قاممحامون مصريون من أسوان همالأستاذ كمال محمد موسى والأستاذ محمد حسنخليل برفع دعوى تعويض لأسر ضحايا الباخرةوأيضا لكل من نجا وفقد أمتعتهوأمواله…فلماذا تأخر المتضررون كل هذهالسنوات حتى يرفعوا دعوتهم ويطالبوابتعويضهم ؟ وضد من ترفع هذه الدعوى ؟ وما هيفرص كسب القضية التي تجاوز عمرها سبعة وعشرينعاما ؟ طرحنا هذه التساؤلات على مندوب مكتبالمحامي الذي حضر إلى السودان خصيصا لهذهالقضية..كذلك التقينا بعض الناجين من هذهالكارثة ليروا لنا تفاصيل هذا الحادث الأليموأصعب اللحظات التي عاشوها ..عبر هذا التحقيق..
تحقيق:هنادى عبد اللطيف
*يوم الحادث*
في يوم 25/5/1983 ورد خبر في صحيفة الأيام تحت عنوان (غرق الباخرة “10” رمضان وإنقاذ (250) منالركاب والحملات مستمرة) مفاده أن مديرية أمن
أسوان تلقت بلاغاً من أمن الموانئ بمدينة(أبوسمبل) يفيد بأن الباخرة (10) رمضان التابعةلهيئة وادي النيل للملاحة النهرية قد اندلعتفيها النيران في الثالثة والربع من فجر أمسعلى بعد عشرة كيلومترات جنوبي مدينة(ابوسمبل). ويضيف النبأ أن الحريق تسبب فيانفصال أجزاء الباخرة المكونة من ثلاث وحدات كما أن النيران التهمت الباخرة بأكملها مماأدى إلى غرقها و كانت الباخرة قد غادرت أسوان في الرابعة من بعد ظهر أمس الأول في طريقهاإلى وادي حلفا وتحمل ركاباً من جنسيات مختلفةعظمهم من السودانيين إضافة إلى عدد آخر من المصريين وأربع من جنسيات مختلفة و(28) يمثلون طاقم الباخرة . هذا وقد أمر اللواء حسن أبوباشا وزير الداخلية المصري بإرسال طائرتي إنقاذ وأربع طائرات استكشاف تحمل أكثر من (40)ضابطاً وجندياً من قوات الضفادع البشريةوالإنقاذ النهري للطيران فوق منطقة الحادث.وقد غادر أسوان إلى أبو سمبل بعد ظهر أمس سعد مأمون وزير الحكم المحلي المصري واللواء احمد شرفي المتيني محافظ أسوان وذلك لمتابعةالباخرة والإشراف على الإجراءات الخاصةبإنقاذ وإيواء الضحايا. وتقل الباخرة حسب(صحيفة الأيام) نحو (599) راكبا.ويضيف الخبر أن مساعد وزير الداخلية المصري اللواء فارق نورالدين ومدير أمن أسوان تابعاأعمال الإنقاذ وأنه قد تم إنقاذ (500) من ركاب الباخرة المخترقة. كما تم نقل عدد من الركاب المصابين والجرحى إلى مستشفى أبوسمبل وتم انتشال عدد من الجثث. لكن هذه الحادثة تزامنت مع زيارة تاريخية أجراها حينها الرئيس المصري محمد حسني مبارك إلى الخرطوم …ويقول الخبر إن الرئيس جعفر النميري قد وجه بمواراة جثث ضحايا حادث غرق الباخرة (10) رمضان حيث ابلغ بالنبأ وهو بجانب الرئيس المصري حسني مبارك خلال احتفالات أعيادة الثورة حينها…
نتائج التحقيق
وفي الثلاثين من مايو 1983م تلقى وزير النقل والمواصلات اللواء خالد عباس تقريراً شفهياًعن سير التحقيق الفني الذي أجراه مهندسون مصريون حول كارثة الباخرة (10) رمضان . وأفاد التقرير أن الباخرة لم تنشطر إلى نصفين كما
جاء في الأنباء إذ إنها لاتزال طافية على سطح البحيرة وقد دفعتها الرياح لمسافة (15) كيلومتر جنوبي أبو سمبل حيث تم استخراج بعض الجثث.من جهته صرح وزير الشئون الداخلية أحمدعبدالرحمن حينها أن ظروف وملابسات حادث احتراق الباخرة في منطقة أبوسمبل ما زالت غامضة ولم تتضح بعد وما يزال التحقيق والبحث عن الأسباب الحقيقية مستمراً. وأضاف أن الذين نجوا من الحادث بلغ عددهم نحو (325) شخصاً توجهوا كلهم التي السودان وما زال (317) في أعداد المفقودين وتم دفن الجثامين التي تم العثور عليها في مقبرة سميت (مقبرة الشهداء).وقال إن النيابة قامت بأخذ صورة لكل منهم …
عمر جديد
عم خضرطه سهيل احد المتضررين من الباخرة 10 رمضان يحكي قصته بقوله”أصيب ابني عوض بكسر في الرجل نتيجةحادث حركة أليم وبعد مقابلة الأخصائي قررإجراء عملية في الرجل ولكن تكلفة العملية لمتكن في استطاعتي أنا الموظف البسيط في هيئة السكة حديد الأمر الذي اضطرني للرجوع إلى السودان لتدبير مبلغ العملية من أقاربي وأهلي ومعارفي ..وكان معي مبلغ بسيط اشتريت به بضاعة لبيعها في السودان حتى تساعدني في تدبير مبلغ العملية كما كانت لدى بضع جنيهات حجزت بها بعد عناء وجهد شديدين في الباخرة المنكوبة، في مقاعد في الطابق الأسفل” يقول العم خضر إن مشيئة الله وقدرته هي التي أنقذتهم من الموت فأبنه الذي لا يستطيع الحركة إلا بواسطة عصا كيف يمكن أن قدر لهم الحجز في الطابق العلوي أن ينجو من موت محقق ..فالقدر كتب لهم عمراجديدا….احتراق الباخرةيواصل العم خضر حكايته بقوله “احترقت الباخرةونحن لا نعرف العوم فأيقنا أننا إن نجونا من الحريق لن ننجو من الغرق..فأحسسنا بالموت يحاصرنا من كل الجهات ..فأصبحنا نردد الشهادة ونقرأ سورة يس وآية الكرسي حتى تمكنت من كسر
الشباك الذي يتجه نحو الجبل…فحملت ابني على ظهري ووصلنا الجبل وصوت الضباع والثعالب وعقارب الجبال تحيط بنا من كل جانب ..ولكن الحمد الله جاءت النجدة ونجونا على الرغم من ضياع كل ما نملكه حتى أوراقنا الثبوتية والبضاعة التي دفعنا فيها كل ما نملك.. لكن حمدنا الله على أنه كتب لنا عمرا جديدا والحمد لله….والمعجزة أن ابني بعد هذا الحادث وعند مقابلة الطبيب في الخرطوم أكد لناحادث الباخرة أدى إلى التئام العظام وأنالكسر لم يعد موجودا.. وبعدها لم يعد ابني يحتاج إلى عصا وتعافى تماما والحمد لله ..وعندوصولنا السودان لم تكن هنالك أي وسيلة اتصاللطمأنة الأهل على نجاتنا وكان قد أشيع أن كل ركاب الباخرة قد ماتوا غرقا وحرقا…وكانت المفاجأة عند وصولنا البيت الذي وجدناه قدامتلأ بالأهل والمعارف والجيران فبكوا معنا بعد أن كانوا يبكوا علينا ودموعهم تحولت من دموع الحزن والفراق علينا إلى دموع الفرح والسرور بعودتنا سالمين ….
فقدت كل أسرتي..
لا تختلف قصة الحاج صلاح إسماعيل كثيرا عن قصةالعم خضر فكلاهما كانوا متوجهين لعلاج ابنيهما وكلاهما كُتِب لهم عمر جديد.. ولكن قصة العم صلاح أكثر مأسوية لأنه فقد أسرته بأكملها زوجته آمنة محمد الخضر وابنه بابكرالذي ذهب من أجله إلى مصر وأيضا ابنه الصغير(حسام) و ابنته(سليمى) يقول العم صلاح إنهم بعدأن تحركت الباخرة في يوم الأحد 24 من مايو الساعة الرابعة عصرا من ميناء أسوان لم نشعربحركتها نسبة لحمولتها الكبيرة(فوق طاقتها)فقد كانت تحمل ركابا وبضائع و مواد بترولية من غاز وجاز ابيض وبنزين .. فتوقفت الباخرة حوالي الساعة 11 مساء بالقرب من جبل أبو سنبل …فرأيت الدخان يتصاعد من إحدى جوانب الباخرة فتوجهنا فورا إلى غرفة المشرف على الباخرة واذكر اسمه إبراهيم مختار لإخباره بالأمر فوجدناه ومن معه ملتفين حول مائدة يتناولون وجبة العشاء فأخبرناه أن ثمة دخان في إحدى غرف الباخرة ولكن للأسف صاح بنا وقال إننا نتخيل أشياء ليست واقعية واتهمنا بالإزعاج …فعدم الاكتراث بنا وإهمال الأمر من طاقم الباخرة كان سببا رئيسيا لاحتراق الباخرة.. فما هي إلا ساعات واشتعلت النار بصورة مرعبة ومفزعة.وساعد على اشتعالها المواد البترولية التي تحملها الباخرة .. ولا يوجد مخرج إلا مخرج واحد يؤدي إلى جبل أبوسنبل ولا يوجد وسائل إنقاذ في الباخرة إلا واحدة استخدموها البحارة وكل الطاقم للنجاة بأنفسهم وهو عبارة عن زورق حمل كل طاقم الباخرة ماعدا اثنين منهم ماتوا حرقاوقفوا معنا وفضلوا عدم الهروب وترك الركاب للموت…
*فقدت أسرتي*
كل أفراد أسرتي التي تتكون من زوجتي وابنتي سليمى وأولادي بابكر وحسام كانت النار قد وصلت إليهم ولم أتمكن من إنقاذ أيا منهم والباخرة ممتلئة بالركاب الذين كانوا يحاولون النجاة بأنفسهم وظللت ابحث عن أي ناج من أسرتي فلم أجد…فالموت حاصر الجميع من كل ناحية فمن نجا من الحريق لم ينج من الغرق ومن نجا من الغرق لم ينج من ثعابين وعقارب الجبل.بعد أقل من ربع ساعة احترقت الباخرة تماما
وأصبح كل من فيها عبارة عن جثث محترقة تماما القليل الذي استطاع الوصول إلى الجبل مات بلدغة ثعبان أو عقرب في ذلك الظلام …وصلت إلى الجبل فاقدا الوعي تماما ولم أوع بنفسي إلا وأنا في الجبل وأمامي البحر فعلمت أني فقدت أسرتي وأولادي فلماذا أعيش؟ فحاولت أن أتخلص من حياتي وطلعت فوق الجبل لأرمي بنفسي حتى ألحق بأسرتي التي لا استطيع العيش بدونها ولكن إرادة الله شاءت أن أعيش وأن لي عمرا في هذه الدنيا ….يواصل الحاج صلاح إسماعيل سرد حكايته المأساوية ويقول إن الإهمال هو السبب الرئيس لاحتراق هزه الباخرة فالباخرة حمِّل
فوق طاقتها دفع ثمنها 350 راكبا من بينهم أسرتي الصغيرة فالإهمال مشترك مابين الشركة متمثل في طاقمها والجمارك التي سمحت بهذا الكم الهائل من الحمولة فوق طاقة الباخرة فدفع 350راكبا أرواحهم نتيجة هذا الإهمال ….
أطول قضية
لماذا تأخرت قضية تعويضات المنكوبين كل هذاالوقت الـ28 عاما؟ اتصلنا بالاستاذ كمال محمد موسى المحامى المصرى الذى قام برفع الدعوى الذي قال إن هذه القضية تعتبر من أطول القضايا نسبة لأنها رفعت بعد أيام من الحادث أي قبل 28 عاما بعد أن كانت مدنية تم تحويلها إلى جنحة ثم حكمت المحكمة بإدانة الشركة وبإلزامها بدفع التعويضات لأسر الضحايا ..لكن قبل ذلك كانت المحكمة تتعامل مع لجنة فنية لمعاينة مكان الحادث ومن خلال هذه اللجنة ثبت أن الحادث جاء بفعل فاعل وليس قضاء وقدر كما يدعي طاقم الباخرة.من الحادث الذي راح ضحيته مابين 319 -350 أي أكثر من ضحايا سفينة تايتنك الشهيرة..أماعدد المتضررين فهو 320 فالتعويض يشمل اسرالمتوفين والمتضررين ماديا ونفسيا ومعنويا …
مراوغة الشركة
وما هي فرص كسب قضية مر عليها 28عاما ؟ يواصل الأستاذ كمال انهم قامو باستئناف فالمحكمة ظلت28 عاما حتى تنتهى من الحكم الجنائي فالقضية من الناحية الجنائية حسمتها المحكمة بعد أن أدانت الشركة وألزمتها بالتعويض للضحايا والمتضررين ولكن الشركة حتى الآن تماطل ولم تقدم قائمة أسماء المتضررين المستحقين لمبالغ التعويض تارة بحجة أن المخازن احترقت ولا تملك كل القوائم لحادث مر عليه 27 عاما وتارة أخرى بحجة أن الأسماء التي قدمتها المحكمة غير مطابقة مع الجزء الذي وجد من الأسماء التي بحوزتها هنالك كمية من التناقض في تصريحات الشركة الغرض منها المماطلة فإن أحضرنا التوكيلات طعنت فيها الشركة واستأنفت لمد فترة القضية لسنوات وسنوات حتى ييأس الناس منها ..الآن أنا في السودان للعثور على هذه الأسر عسى ولعل أن تطابق أسماؤهم الكشف الذي بحوزتنا.. أيضا هناك جهود مبذولة من كلا الطرفين لحل المشكلة بعد الثورة التى حصلت فى مصر فكل شى تغير وكلنا امل فى انن يسعى الجانبين فى حلها تقديرا لاسر وضحايا شهداء الباخرة”
ناحية إنسانية
بما أن عدد الضحايا والمتضررين اغلبهم سودانيون وليس مصريين ما الغرض من رفع قضية في مصر من قبل محامين مصريين؟ يقول الأستاذ كمال ليس هناك غرض سواء الغرض الإنساني … فنحن لا نعرف أحدا من أسر الضحايا أو المتضررين ولم نلتق بهم إلا في السودان …فقبل 4 أو 5 أعوام كانت هناك حادثة العبارة سلام 98 التي غرقت في البحر وفي اقل من شهر تم تعويض اسر وأهالي الضحايا الذين وصل عدده إلى أكثر من 2000 شخص.
الجلسات مستمرة
هل نجحتم في الوصول إلى اسر الضحايا في السودان؟ يقول الأستاذ كمال”السودان بلد واسع وكبير لذلك فمهمة العثور على ذوى الضحايا مهمة صعبة وشاقة علينا خاصة وأن مكتب المحاماة في أسوان فحتى الآن لم نعثر الا على 50 فقط من حملة 350،.لذلك نطالب فى كل زكرى وكل عام على احتراق الباخرة ان نجد اكبر عدد ممكن من اسر الضحايا فهناك مماطلة واضحة من الشركة المالكة للباخرة فى شراكة مصرية سودانية .
مناشدة
ما هو المطلوب من المتضررين واسر الضحايا؟ وكم يبلغ التعويض للأسرة الواحدة ؟ يقول الأستاذ كمال “أتمني أن يعلموا أن لهم حقا يجب إن يأخذوه حكمت به المحكمة في أسوان وأتمنى أن نجد أسر 350 متوفيا و320 متضررا في الباخرة وأن يبدءوا بإجراءات التوكيل..أما قيمة التعويض يعتمد على القاضي… فالقانون في مصر يعطي القاضي الأحقية في تقييم التعويض على حسب القضية والبينة التي أمامه في القضية ..نحن نناشد الرئيس البشير هذا الرئيس المحبوب لدى
السودانيين والمصريين نتمنى أن ينظر سيادته إلى هذه القضية ولدينا إيمان وإحساس قوي أن سيادة الرئيس البشير لن يخذل أسر 350 ضحية و320 متضررا….
احصائية
منذ البدء فى هذه القضية قام العديد من اسر وضحايا الباخرة بعمل توكيل للمحامى المصري وحسب احصائية القنصلية المصرية بالخرطوم فعدد السودانين اللذين قامو بتوكيل منذ يناير2010 وحتى هذا العام فقد بلغو 30 متضرر من بينهم من فقد امواله واسرته ووكل مايملك.
من المحرر:
عند غرق عبارة السلام 98 المصرية قبل4 أعوام تناقلت كل وسائل الإعلام هذا الخبر ولم تهدأ الدنيا في مصر أو خارجها وأصبحت قضية رأي عام وصلت إلى أعلى سلطة في الدولة لكثرة عدد الضحايا الذي وصل إلى أكثر من 2000 شخص معظمهم من المصريين…. وحكمت المحكمة علي القبطان وقضى الحكم بسجنه لمدة ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ ودفع غرامة بقيمة عشرة آلاف جنيه مصري (حوالي 1200 يورو) بتهمة التقصير والإهمال.وفي أقل من شهر تم تعويض أسر الضحايا والمتضررين…كل هذا حدث خلال عامين فقط فالحادث كان سنة2006 وتم الحكم في 2008 …..السؤال أين محاميينا طوال ال28 عاما لماذا لم يرفعوا دعوة تعويض وتحقيق لهذه الكارثة التي 95 % منهم سودانيون.لماذا تركنا لغيرنا لأخذ حقوقنا …هل بع مرور كل هذه السنين سيعطى كل ذي حق حقه وهل الذكرى الـ28 لهذه الكارثة ستكون بمثابة وقفة لمعرفة لماذا نترك غيرنا ليدافع عن قضايانا…