مصطفى ابوالعزائم يكتب في ( بُعْدٌ .. و .. مسَافة) .. *التفكير داخل الصندوق …!
وأما الصندوق المعني ، فهو الصندوق القومي لرعاية الطلاب ، وعلاقتي به قديمة جداً ، وقبيل ذهاب النظام السابق ظللت على مدى أربع سنوات أرأس اللجنة الإعلامية الإستشارية للصندوق ، وهي تضم عدداً من أهل الصحافة والإعلام في مختلف التخصصات ، مع عضوية قديمة فيها ، لذلك أرى انني ممن يمكنهم الكتابة عن هذا الصندوق الذي قدم الكثير لأبنائنا وبناتنا في الجامعات السودانية ، بالعاصمة والولايات .
حدثت متغيرات كبيرة وكثيرة خلال فترة حكم الدكتور عبدالله آدم حمدوك ، والحاضنة السياسية له ، والمتمثلة في قوى الحرية والتغيير ” قحت ” ، ونظراً لإتخاذ قرارات مهمة ذات صلة بالشأن العام دون دراسة ، فقد تضررت كثير من المؤسسات ، لا لسبب سوى الكيد السياسي ، ومن بينها الصندوق القومي لرعاية الطلاب ، لكن بحمد الله فقد بدأت مراجعات مهمة ومطلوبة لمعالجة نتائج التخبط ، والتسرّع الذي تضرر منه أبناءنا وبناتنا أكثر من غيرهم .
تم إختيار البروفيسور عصام عباس بابكر كرار ، أميناً عاماً للصندوق ، والذي بدأ في تقديرنا بداية صحيحة لمعالجة الأضرار القديمة والجديدة ، وقد أكمل قبل أيام جولة في الولايات الشرقية ، ممثلة في ولايات” القضارف” ، ” كسلا ” ، و ” البحر الأحمر ” كان الهدف منها الوقوف الميداني على جاهزية الداخليات لإستقبال الطلاب والطالبات ، خاصة من ناحية الخدمات ، إلى جانب الربط مع الجهات المختصة ذات الصلة بعمل الصندوق في جانب الخدمات .
تابعنا زيارة الأمين العام للصندوق لولايات الشرق والتي جاءت في وقتها تماماً ، وقد أثمرت الجولة عن إجازة حكومات هذه الولايات لقانون رسم الصندوق القومي لرعاية الطلاب ، على السلع والخدمات ، ففي ولاية القضارف مثلاً يصل معدل إيراد الرسم إلى ثلاثين مليار جنيه شهرياً ، وقد إلتزمت ولاية القضارف بحفر بئري مياه للتغلب على شح المياه في الداخليات ، إلى جانب شراء طلمبة غاطسة ، وفلاتر لتحلية المياه ، وتعهد والي القضارف الأستاذ محمد عبدالرحمن محجوب بصيانة الداخليات بتكلفة تتجاوز المائة مليون جنيه ، وتبرع بقطعة أرض في الخرطوم بمساحة ألفي متر مربع ليتم تشييدها داخليات للطلاب والطالبات .
وفي كسلا تعهد والي الولاية الأستاذ خوجلي حمد ، وطاقم حكومته بتوفير كافة الإحتياجات والمطلوبات اللازمة التي تعين على استقرار الطلاب والطالبات ، وترقية البيئة السكنية ، مع توجيه وزارة المالية لتنفيذ إستقطاعات تقدر بحوالي خمسة عشر مليون جنيه شهرياً ، مع الوعد بتشريع رسم الطالب على السلع والخدمات والمواد البترولية.
وفي ولاية البحر الأحمر جدد أمين عام الولاية ، الوالي بالإنابة الأستاذ فتح الله إبراهيم ، إلتزام الولاية بكل تعهداتها المالية والخدمية تجاه الصندوق ، مع الإتصال بهيئة الموانئ البحرية ، للتسريع في الإجراءات الخاصة بتنفيذ المشاريع التي تم تصديقها من قبل .
تحية لولاة ولايات الشرق الثلاث ، ولحكومات هذه الولايات التي تعرف أين تبذر بذرة الصلاح ، وأين تضع الغرس الذي تستظل به في المستقبل ، والتحية للبروفيسور عصام عباس بابكر كرار الأمين العام للصندوق القومي لرعاية الطلاب ، الذي بدأت لنا ولاحت بشارات عودته ليلعب الدور الذي تأسس ونشأ ، والتحية لأبنائنا وبناتنا وهم يخطون نحو الأمام بعد أن تراجعنا قليلاً في السنوات الثلاث الماضية .
Email : sagraljidyan@gmail.com