الأزمة السودانية ما بين توافق مكونات المشهد الداخلي وتكثيف الضغوط الخارجية
ماتزال تعقيدات الأزمة السياسية في السودان ماثلة لم تراوح مكانها، رغم الجهود الإقليمية والدولية الساعية للملمة أطراف الأزمة في مائدة حوار يقود إلى توافق يفضي إلى حل للأزمة السياسية الراهنة، بتكوين حكومة مدنية متوافق عليها لإدارة الفترة الانتقالية.
ففي الوقت الذي يسعى فيه السودانيون للوصول إلى نقطة انطلاق وتفاهم وتنسيق مشترك عن طريق توحيد المبادرات المطروحة في مبادرة واحدة او مبادرتين لحل الأزمة الراهنة، إلا أن مسارعة المجتمع الدولي بتدخل فوكلر بيريس فيما يعرف بجهود الآلية الثلاثية للإتحاد الأفريقي الأمم المتحدة والايقاد للتدخل وتولي مسألة حل الأزمة بما اصطلح عليه الحل الميسر.
وكشفت استطلاعات للرأى بأن توافق مكونات المشهد الداخلي السوداني يمثل ٨٣٪ من حل الأزمة، بخلاف ١٧٪ يقفون مع مبدأ استخدام تكثيق الضغوط الدولية البلاد، وذلك بحسب ما اوردته صحيفة البيان الإماراتية في موقعها الإلكتروني .
كما أكد استطلاع اخر لتويتر، أن ٨٨٪ من المستطلعين يرون أن الحل يكمن في توافق الشعب السوداني.
ويقول الخبير والمحلل السياسي الدكتور حسين النعيم ” واضح لكل المراقبين والمهتمين بأن نتائج هذه الاستطلاعات تؤكد بصورة قاطعة ما ينبغى أن يكون عليه الأمر، حيث شخصت بصورة دقيقة كيفية حل الأزمة السياسية في السودان، وأشارت إلى أن الحل الأنسب يتوقف على الحوار والتوافق الوطني الشامل بعد توحيد وتنسيق جهود المبادرات المطروحة في مبادرة واحدة لمعالجة الأزمة بالبلاد، خاصة، وأن أكثر من ٦٩ حزبا وكيانا سياسيا ومجتمعيا توحدت في وثيقة واحدة تسمى الوثيقة التوافقية لإدارة الفترة الانتقالية، إلى جانب مبادرة حكماء السودان التي جمعت أيضا العديد من المبادرات .
واوضح النعيم بأن الضغوط الدولية والتظاهرات وتتريس الشوارع ليس الحل المناسب لتعقيدات أزمة الراهن السياسي نتيجة تشاكس وتجاذب القوى السياسية،على الرغم من أنه يرتبط بأهمية وجود قيادات وطنية متوازنة همها الأول إخراج البلاد من أزمتها.
فيما شدد المحلل السياسي الدكتور محمود تيراب على اهمية توحيد الجهود وتعزيز العمل المشترك وإنهاء المحاصصة والإقصاء وتكوين حكومة كفاءات وطنية مستقلة وتنفيذ اتفاق السلام.
بالمقابل كثر الحديث عن البعثة الأممية من جهات متعددة، كونها بعثة متحيزة وترعي مصالح انتقائية لمجموعة محددة،فضلاً إنها تاخذ براى فئة قليلة وتعمل فقط ب ١٧٪ من مكونات مجتمعية، في الوقت الذي يعرف ٨٨٪ من المجتمع السوداني، وهي الفئة الكبيرة و ترى الحلول تماما، وبالتالي فهي تخرج في مظاهرات اليوم مناهضة للبعثة الأممية.