الجبهة الثورية : نعيش على موروث سياسي ميت والتجارب السياسية فشلت في انتاج مشروع وطني
شنت إشراقة سيد محمود رئيس الهيئة القيادية بالحزب الاتحادي الديموقراطي هجوما كبيرا على حكومة الفترة الانتقالية السابقة والوثيقة الدستورية التي قالت انها أخطر وثيقة في تاريخ السودان وإقصائية جدا وغير ناضجة واشارت في حديثها لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق ان السودان الآن يحتاج الى الحوار والحكمة وجلوس كل الأطراف دون إقصاء وكراهية واوضحت ان الحزب الاتحادي الديموقراطي واحد من الاحزاب العريقة في السودان وأن نظرية من شارك مع نظام الانقاذ هي نظرية قاصرة جدا مشيرة الى انه لايوجد حزب عريق في السودان لم يشارك في نظام الانقاذ الذي حكم 30 عاما حتى الحركة الشعبية عبر اتفاق نيفاشا والشيوعي في برلمان 2005 الراحلة فاطمة محمد ابراهيم وقالت ان حزبهم خرج للمعارضة قبل 5 سنوات من سقوط الانقاذ وأكدت إشراقة سيد محمود ان الكل كان يتوقع ان تصل البلاد الى قرارات 25 اكتوبر في ظل فشل الدولة والأقصاء الذي تم اثناء فترة حكم الحرية والتغيير التي قامت باقصاء حتى شركاؤهم من حركات الكفاح المسلح وقال ان قرارات 25 اكتوبر هي أفضل الخيارات التي حدثت رغم اننا لانقبل الانقلابات العسكرية ولكن كان من الممكن ان تدخل البلاد في حرب أهلية وانفلات كامل لولا تدخل الجيش وقالت ان أحد قادة الجيش برر توقيع الوثيقة الدستورية مع الحرية والتغيير بخروج مظاهرات 30 يونيو الشهيرة وقالت اشراقة ان تلك الجماهير التي خرجت كانت جماهير الشعب السوداني وليس الحرية والتغيير وكانو يعبرون عن كافة الشعب السوداني وتيارات سياسية مختلفة وغالبيتهم غير منتمين سياسيا والحرية والتغيير لم يكن لها 1٪ من الجماهير التي خرجت في 30 يونيو قبل توقيع الوثيقة الدستورية بيوم وقد اثبتت الأيام ذلك وأضافت ان الحرية والتغيير ليس لها علاقة بالشهداء الذين سقطوا وان احزاب الحرية والتغيير المجلس المركزي في وادي وهؤلاء الشهداء في وادي آخر تماما ، ووصفت الآلية الثلاثية بانها واحدة من التجارب النادرة بان تلتقي ثلاث جهات دولية لحل ازمة في بلد واحد وقالت ان هنالك تجارب سابقة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي موضحة أن الاتحاد الافريقي لديه الدور الأكبر في ايجاد حل للازمة السودانية وان المهمة الرئيسية لبعثة الامم المتحدة هي المساعدة فقط في الانتقال الديموقراطي وقالت ان البعثة احيانا تتجاوز لبند المساعدة حتى شعر البعض بالوصاية والمساس بالسيادة مطالبة بضرورة تقيد اليونيتامس بمسالة المساعدة في الانتقال مشيرة الى ان الاتحاد الافريقي تعلم تماما من الدرس السابق في توقيع الوثيقة الدستورية الإقصائية وقالت ان ان د.ولد لبات قال في كتاب له ان الوثيقة الدستورية التي وقعت في السودان تم فيها اقصاء لبقية الشعب السوداني وابانت ان استقالة حمدوك كانت بسبب خلافات الجانب المدني في الحكومة مشيرة الى ان حمدوك لوح كثيرا بالاستقالة بسبب تلك الانشقاقات واعلن عن مبادرة وشكل آلية لتنفيذ خارطة طريق أدخل فيها بعض رموز المؤتمر الوطني وقال لانستطيع ان نبني السودان إلا بهذه الطريقة لكن المجلس المركزي للحرية والتغيير عطل خطوات حمدوك حتى جاءت اجراءات 25 أكتوبر ، وقالت ان عملية الحوار يجب ان تمضي وتمنح المشاركة لكل الشعب السوداني ومن يرفض يجب ان يتخطاه قطار الحوار .
فيما أشار الأستاذ محجوب حسين القيادي بحركة العدل والمساواة بالجبهة الثورية ان هنالك إشكال حقيقي يواجه النخب السياسية في تقبل الآخر والاعتراف به وأوضح في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق ان السودانين عجزوا تماما على إدارة الخلافات السياسية وكل المؤسسات السياسية فقيرة وغير منتجة معرفيا وتنتج الفشل باستمرار مؤكدا ان السودان الآن يمر بمرحلة تاريخية تتطلب قرار تاريخي من القوى السياسية والنقابية والثقافية والفكرية مشيرا الى ان كل التجارب السياسية فشلت في انتاج مشروع وطني وقال اننا نعيش على موروث سياسي ميت ، وتحدث عن وجود حركة العدل والمساواة ومشاركتها في السلطة وقال انها جاءت وفق اتفاق سياسي دولي قانوني بغرض العمل لوعي سوداني جديد وليس من اجل الهيمنة على السلطة مشيرا الى ان مسألة المشاركة في السلطة ليست هي ازمة.. الكل شارك في ادارة السودان مشيرا الى هنالك تسوية تمت بعد نجاح ثورة ديسمبر بين قوى العنف وقوى النادي القديم “إن صح التعبير” وقال انهم في الجبهة الثورية كانوا يديرون حوارا وطنيا في اديس ابابا لكن تم خزلناهم بتوقيع الوثيقة الدستورية التي قال انها انتجت ليلا بالخرطوم في عملية مراوغة اشبه ماتكون بالاستهبال السياسي ، وادان محجوب العنف على المتظاهرين وقال انه أمر غير مقبول وقال ان اعتصام القيادة العامة انتج أول مثاقفة وطنية سودانية في التاريخ الحديث موضحا أن متطلبات ثورة ديسمبر تختلف شكلا ومضمونا عن كل متطلبات الثورات السودانية السابقة وهي ثورة تأسيسية لوطن حديث يقوم على عقلانية جديدة بين السودانين في ادارة خلافاتهم وتنوعهم السياسي والفكري وان مشكلة السودان الاساسية في خلل المواطنة مشيرا الى ان البلاد تمر بمرحلة استقطاب جهوي وقبلي وسياسي والوثيقة الدستورية لم تعبر عن شارع المقاومة .
وأوضح الاستاذ علي شريف القيادي بالحرية والتغيير القوى الوطنية أن مشكلة السودان هي كيفية انتاج مشروع وطني كامل واشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق ان كل المشاريع السياسية التي حدثت في تاريخ السودان لم تعبر عن الشعب السوداني وتعبر عن أيدلوجيات عابرة للحدود مؤكدا ان ثورة ديسمبر المجيدة فتحت افق لتكوين هذا المشروع الوطني الشامل وقال ان الآلية الثلاثية بدات بحوار غير مباشر فاشل ولم يتم جمع الفرقاء السياسيين مشيرا الى أن الحوار يجب ان يدار عبر منصة سودانية مطالبا بضرورة تهيئة الأجواء لبدء حوار سياسي منتج ، وقال الاستاذ علي شريف ان الانتقال الديموقراطي لايتم الا عبر الاشخاص المؤمنين به مؤكدا ان شعار اللاءات الثلاثة المرفوع حاليا غير منتج سياسيا مطالبا الآلية الثلاثية بمد جسور الثقة بين كل الاطراف لبناء حوار سياسي سوداني شامل.