توسيع دائرة الحوار..الآلية الثلاثية وتعليق التفاوض
استحسن غالب المراقبين تعليق استئناف حوار الآلية الثلاثية بعد اجتماع الحرية والتغيير بوساطة امريكية سعودية وبصورة غير رسمية كما ذكرت ذلك مع المكون العسكري بمجلس السيادة للنقاش حول رؤية الحرية والتغيير والاستماع الي ملاحظاتها حول عملية الحوار التي رفضت الانخراط فيها!
وقد أكد ذلك ان الحكومة والمكون العسكري والآلية الثلاثية وحضور الاجتماع يوافقون جميعا لتأجيل الحوار او تعليقه طمعا في انخراط الحرية والتغيير بقصد توسيع دائرة الحوار؛ كما يعكس التعليق عدم اضمار اي اجندة خاصة للقائمين بالامر في ذلك الجانب بقدر ما يبيِّن عزمهم وجديتهم في انجاح عملية الحوار ومعالجة الازمة السياسية الخانقة بالبلاد!
ويرى عدد من المختصين بالشأن الداخلي السوداني ان التعليق يضع الآن الكرة في ملعب الحرية والتغيير؛ التي تضع نفسها في امتحان عسير امام الشعب الذي بات يعرف حقا اليوم من يعمل علي تعقيد الامور ويصعِّب عليه الحياة ويزيدها معاناة علي مابه من اوضاع بالغة الصعوبة في معيشه وتكاليف حياته التي بات غالبهم لايستطيع الايفاء بمتطلباتها فضلا عن تعطيل العملية السياسية الذي شل دولاب عمل الحكومة وافقدها قدرتها علي معالجة قضاياه الملحة!
ويستغرب البعض من موقف الحرية والتغيير الذي جاهر به باكرا منذ اعلان الآلية الثلاثية عن نيتها بداية التفاوض المباشر؛ عن ادعائها عدم الانخراط في عملية الحوار بحجة ان الاسبوع لايمثل مهلة كافية لاستعدادها الانخراط في التفاوض! تماما مثلما حدث من تصريحها مرة اخري بعد اجتماعها مع المكون العسكري بالوساطة الامريكية السعودية؛ من حوجتها مجددا لمهلة ترفع فيها تصورها الشامل عن عملية الحوار! بما جعل الجميع يتساءلون عما كانت تفعل الحرية والتغيير طوال الفترة الماضية ومنذ المشاورات غير المباشرة للبعثة الاممية ثم الآلية الثلاثية! حتي تأتي في هذه اللحظة الحرجة لتقول انها ماتزال تحاول تقديم رؤية وتصور للحوار؟ مندهشين ان لم يكن هذا هو التسويف والمماطلة لتعويق الأمور فماهو التسويف والمماطلة اذن؟!
ويرى بعض المراقبين ان ذلك مقصود ومتعمد من قبل الحرية والتغيير التي باتت تعلم جيدا انها لن تعود مسيطرة علي المشهد السياسي كما كانت في السابق ولكنها تناور للحصول علي اكبر قدر من المكاسب وكراسي السلطة بينما الاخرين يريدون الوصول لتسوية وتوافق يعمل علي معالجة الازمة السياسية! ولربما يرى البعض ان ذلك يعود كما تروج دعاية الحرية والتغيير نفسها في ان المجتمع الدولي والآلية الثلاثية والاجتماع التشاوري المباشر يري انه لايمكن ان يكون هناك حوارا في غيابها كلاعب اساس في المشهد السياسي بالبلاد! الا ان الواقع بات يكذب ذلك ويدحض مقولة ان الحرية والتغيير ماتزال تسيطر علي الشارع الثوري! وواقع الحال يقول ان الحرية والتغيير فقدت الشارع وتلاشت جماهيرها منذ الذكري الاولي لثلاثين يونيو في مسيرات تصحيح المسار التي هتفت ضدها رموزا وقيادات “بكم بكم قحاتة باعو الدم” وظهر ذلك جليا في عمليات التهجم الواسع علي قيادات الحرية والتغيير في كل موكب وطردهم من كل محفل للثوار! ولا ننسى الشعار المعلن منذ ذلك الوقت لحكومتي حمدوك وحاضنتها الشرعية في “تسقط ثالث”!
ويؤكد الخبراء ان الحرية والتغيير بادعائها عدم كفاية الوقت للاستعداد للدخول في عماية تفاوضية تعتبر هامة ومفصلية لمستقبل البلاد لا تخرج عن احد امرين الاول انها مجموعة اصلا ليس لها برنامج واضح ولا تعرف ماتريد كما فضحها من قبل حمدوك حينما قال انتظرتها طويلا ولم أجد عندها برنامجا كما تدعي وتشيع اوساط المجتمع! والثاني ليس همها سوى التفاوض من اجل نصيبها في كراسي الحكم وحيازتها من السلطة! ولننتظر ايهما ينطبق عليها وهي تناور من اجل تعويق عملية الحوار تحت ادعاءات تطهرية زائفة انكشفت مقاصدها للجميع!؟