احمد عبدالوهاب يكتب في (فنجان الصباح) ..بطايرة (بدر) السودانية لي رسولنا قوماك بيا
عندما تقطعت السبل بوفدنا المسافر لموسكو أيام انقلاب هاشم العطا.. ارسل لنا الرجل ( الكلس) دكتور خليل عثمان طائرته الخاصة)
“لواء ركن م عوض احمد خليفة”..
وإذا كان الراحل العظيم دكتور خليل عثمان، صاحب (مصنع النسيج السوداني) العملاق، هو أول من ادخل خدمة التاكسي الجوي لبلادنا..
فإن المهندس أحمد عثمان ابو شعيرة هو أول من انشأ شركة طيران خاصة ( ناجحة) و اول من طور ناقلا وطنيا مرموقا..
نعم.. سبقته تجارب عديدة. ولكنها إنتهت بالافلاس والنسيان.. ووحدها (بدر) من حصد النجاح وحقق التميز و نال حسن الاحدوثة..
حاربوها بلا هوادة.. وبلا وطنية ولا شرف.. وفازت بدر بجودة الاسطول ودقة الاقلاع والوصول..
وفازوا هم بالهزائم والبوار والوعد الممطول..
كان المهندس أحمد يتصدى للمعارك، وينازل خصوما لم يعرفوا شرف الخصومة، او التنافس الحر الشريف،.
كان الزعيم الازهري يتصدى لحملات الافتراء عندما كان يبني من حر ماله منزله ببيت المال بامدرمان.. ويقول لخصومه ( سأرد على كل حملة افتراء بطابق جديد).. وكذلك كان ابوشعيرة يرد على كل حملة خبيثة بطائرة حديثة ( جديدة من الورقة).. لتصير (بدر للطيران) كناقل وطني صاحبة آكبر وأحدث اسطول ..
وهي اليوم بحمد الله تزين مطار الخرطوم الدولي،، و كل المطارات العالمية.. و من كثافة حركتها الجوية، تكاد تصنع اجنحتها (كسوفا) جزئيا فوق سماء الخرطوم..
وعندما ينطلق موسم نقل الحجيج فقد جاء وقتها وأهل شهرها.. فهي صاحبة القدح المعلى في أذونات الهبوط والاقلاع بمطار المدينة المنورة، ومطار الملك عبد العزيز بجدة..
مكانة استحقتها بالجد والاجتهاد والتخطيط والعرق.. واكسبتها الخدمة الطويلة المَتازة خبرة جهيرة، تضعها اليوم مع كبريات شركات الطيران كتفا بكتف..
وليتهم (اولاد البرعي) اضافوا لرائعة العارف بالله وابو البركات الشيخ عبد الرحيم البرعي – طيب الله ثراه وعطر ذكراه – ليتهم اضافوا لمدحة الطايرة السودانية اسم بدر لتكون :
( بطايرة بدر السودانية..
لي رسولنا قوماك بيا..)
ولولا بدر لكان أهل السودان في السنوات الخوالي في مجال السفر، وصناعة الطيران ، أشبه بالأيتام في مأدبة اللئام..
ان الهلال اذا رأيت نموه
أيقنت أن سيكون (بدرا) كاملا..