الرهان على الشارع انتهي …. فلا تخيبوا آمال السودانيين
يرى الخبراء ان “قوى الحرية والتغيير” في بداية الثورة ادعت انها تمثل الشارع، ووقفت ضد الأحزاب التابعة لنظام البشير ورفضت مشاركتها في حكومة حمدوك الأولى ولكن شهوة السلطة عمت بصيرتها وباتت تمارس الإقصاء الحزبي ضد مكونات قوى الحرية والتغيير وبين عشية وضحاها تقسمت أيديها سبأ ورفعت “قحت” شعار ” لا تفاوض ولا مساومة ، ولا شراكة ” ورفضت الجلوس مع المكون العسكري واستخدمت الشارع كقميص عثمان لتحقيق اجندتها السياسية ولكن بعدما طفح الكيل وانتهي الرهان على الشارع وجاءت توجيهات من واشنطن بان الوقت آخذ في النفاذ بعد استرضاء الشارع بقرارات تجميلية بالرغم ما يؤخذ عليها من سلبيات ، إلاّ انها سعت لتبيض قبحها بالجلوس مع المكون العسكري.
ويرى المراقبون ان انحناء قوى الحرية والتغيير للعاصفة لا يعني انها تخلت عن مكرها السياسي وإنما محاولة جديدة لاستقطاب الشارع ولكن وعي الشعب السوداني بنهج قحت انها تريد تكرار سيناريو آخر واللعب على حبلين لتخفيف وطأة الضغط، والتغطية على اخفاقاتها ومشكلاتها الحزبية .
يقول الخبراء بالرغم من ان البعض رحب بعودة قوى الحرية والتغيير إلى الحوار والانخراط في لقاءات ماراثونية مع المكون العسكري بين عشية وضحاها في تمثلية اشبه بتسجيل الأهداف في الدقائق الأخيرة على مرمي قوى ” الحرية والتغيير الميثاق الوطني ” بعد ان تراجعت شعبيتها.
ويؤكد الخبراء ان قطاعاً كبيراً من المجتمع يفضل استمرار المكون العسكري على السلطة لحين إجراء الانتخابات بحجة ان قوى الحرية التغيير اضاعت وقتاً في المشاكسات السياسية الحزبية وتصفية الخصوم التاريخية وان تسليم السلطة لها تعني تأجيل الانتخابات لعامين على الأقل وتبديد أموال الدولة في مشروعات حزبية .
يرى الخبراء ان المكون العسكري يدعم مشاورات الآلية الثلاثية للحوار السوداني – السوداني وسيدعم أي مخرجات هذه الحوار والعمل على تغليب مصلحة الوطن في وقت هنالك بعض المعرقلين والذين يرغبون في تعطيل العملية السياسية بالرغم من ان السودان يمر بمنعطف حرج فقد مضت ثمانية أشهر من حالة الانقسام والضعف والنزاع والاستقطاب ارهقت السودانيين فقد طفح الكيل ويجب ان نقول للقوى السياسية كفي تعني كفي ….. فلا تخيبوا آمال السودانيين