فضل الله رابح يكتب في (الراصد) ..( كُلُنا أهـل ) .. الكاردِينَال يحرِسُ أفكارِهِ ..
المقولــة السائـــدة : ( رأس المال جبان ) هى عبارة تُجسّد مشكلــة الرأسماليـة وطريقــة تعاملهم مع كل ما يجرى من كوارث وانهيارات فى الواقع حولهم .. هم هؤلاء الرأسمالية دائماً مع مصالحهم ومعظم مبادراتهم تأتى في سياق ( المصالح تتصالح) ولكن الدكتور أشرف سيد أحمد الكاردينال كسر هذه العقليــة العقيمة بإجراءات عملية وتعاملات موضوعيــــة مع الواقع ومشكلاتــــه والكردينال كرجل اعمال إتضح من خلاله مبادراتـه الكثيرة إنه دائماً يختزل الكلام فى العمل الجاد وهو يرى فى المجتمع الذى يستثمر فيه ومستفيد منه بأنـــه ليس مجرد أبنيــة ماديـــة وتشكيلات إجتماعيـة تسكن الأحياء الراقية وهى مجردة عن العلاقات الحميمة فالكاردينال يؤمن بالثراء الإجتماعي والتنوع الثقافى وأهميته فى بلد مثل السودان لذلك كان من أوائل رجال الاعمال الذين شيـــدوا جسور التواصل مع اهل جنــوب السودان وظل قريباً منهم حتي بعد الانفصال .. والكردينال فى معاملاتـه مع المجتمع لم يكتف بصناعـة الكفايــة لذوي الحاجات والضعفاء فمساعي الكاردينال تجاوزت الرياضة والعمل التطوعى وكسوة الغلابـــة الى خطوات متقدمة فى رتق النسيج الإجتماعى وتفعيل مبادرات التصالح والتعايش ونبذ خطاب الكراهيـــة الذى تفشى بصورة مخيفة .. ليلة أمس كنا حضوراً مع الكاردينال بمنزلــه العامر بضاحية قاردن سيتى شرقي الخرطوم حيث جمع الكاردينال نفر كريم من رجالات الادارة الاهلية ورموز المجتمع السياسى ووالاعلامي والديني والمدنى غاب عنهم اهل الرياضـة .. حيث كانت المناسبة تدشين مبادرة اشرف الكاردينال : ( كلنا اهل ) بهدف ايقاف خطاب الكراهية والعنصرية ومعلوم ان المجتمع السودانى خلال الثلاثة سنوات الماضية شهد تراجعاً وإنتكاسات فى خطابه المجتمعي مما جعل الكاردينال يستشعر دوره كواحد من هذا البلد ويهمه أمر مجتمعها يألم لآلام شعبه ويفرح لسعادته ومن لا يعي دوره فى هذه المرحلة سوف تجرفه الأحداث وسيمسي فى مؤخرة الشعوب بل ربما يخرج من دائرة الفعل والتاريخ .. السودان هذه الأيام مدجج بالأفكار والمبادرات والنظريات أطلقها أناس بعضهم صادقون مخلصون وبعضهم حالمون بأقامة فردوس ليبرالي أشتراكي .. ومبادرة كلنا أهل تعتبر من اجدر المبادرات التى تستحق الإحتفاء لجهة المحافظة علي تماسك المجتمع وحرص الكاردينال وحراسته لها وجهده الذي جمع به كل ذلك العدد من الفاعلين وسط المجتمع السوداني واكثر شئ أعجبني حضور وتشريف والي الخرطوم لهذه الفعالية وحديثه المنضبط والمرتب والمسؤول .. حذر البعض من أن تذوب هذه المبادرة مثلها وبقية المبادرات التي إنطلقت ثم سقطت .. وأننى أقول سقطت كثير من المبادرات السابقــة لأن أصحابها لم يرسموا لها نهايات سعيدة أما اهم ما يميز مبادرة ـ كلنا أهل أن الكردينال عُرف بحراسـة أفكاره وتحصينها ضد الفشل وهذا ما جعل الفارق بينه والآخرين كبير وبالامس لاحظنا اهتمام الكردينال الشخصي بكل الحضور .. الكردينال لم يكتف بإقتراح تشكيل آلية تتكون من (537) شخصاً لقيادة المبادرة وإنما إقترح تشكيل صندوق خيري لدعم أنشطة ومبادرات هذه الآلية وأفترع التبرع بـ عشرة مليار جنيه وكما هو معلوم أن العدد (537) يمثل عدد قبائل السودان .. نخلص ونقول أن المنطوق فى كل الخطابات التى إستمعت إليها فى تلك الليلــة هو تقدم السودان وحمايـــة مجتمعـــه من الإنزلاق أما المسكوت عنه فى الخطابـــات التي قيلت هو وقوف البعض عند زمن ومراحل تاريخيـه معينة تجاوزها الواقع بمعني أن ذلك التاريخ شكل معظم الافكار والغبائن التي ينطلقون منها حالياً ولذلك لازال البعض يعتقد في ذهنه أن كل ما يأتي بعد ذلك التاريخ يكون إمتداداً له .. إن هواجس البعض من عصر الانحطاط والتراجع والرق والعبودية تحتاج الي حملات توعيــــة وتبصير بذات طريقـــة الاعلام الكثيف الذي شكل قناعات السودانيين بشعارات الثورة المصنوعــة وبرغم انها شعارات واقعياً لم تتحقق لكنها اسهمت في تفكيك الدولة السودانية وخلخلة بنيانها السياسي والاجتماعي .. علينا جميعاً أن نتقدم خطوات إلي الامام وأن نوقــــد الشموع بدلاً من أن نلعن الظلام وحتى لا نتراجع إلي الوراء ونحن نتحدث عن التقدم للأمام علينا بإقامـة علاقات رحيمـة بيننا ونقف سداً منيعاً ضد ثقافـــة الكبت وخطاب المنع والإرهاب وأن نمنــع ونرفض الإقصاء والإستئصال ..