لواء شرطة م عثمان صديق البدوي يكتب في” قيد في الأحوال” لجان المقاومة والخطوة الجريئة لتكوين مجلس ثوري
كتبنا في هذه الصفحة عدة مرات ، وفي بعض الصحف الإلكترونية ، أنّ الحلقة المفقودة ليس بين الأحزاب السياسة وبين من يديرون الفترة الإنتقالية .. وقلنا أنّ الآلية الثلاثية وحواراتها المزعومة مع المكونات السياسية هو ضياع للزمن ، ومزيد من سفك الدماء ، واستنزاف للقوات ، وتخريب الطرقات ، ومزيد من تردّي الحال الاقتصادي والأمني والسياسي ، وكتبنا بكل وضوح بأنّ الحلقة المفقودة، ومنذ ثلاث سنوات هي عدم وجود قيادة مركزية موحّدة للجان المقاومة ، وبالتالي عدم وجود خطة لترفعها للسلطة الإنتقالية لتستلم السلطة ، وتدير ما تبقّي من فترة إنتقالية، وكتبنا وقلنا ولعودة الأمور إلى نصابها ، على لجان المقاومة في كل السودان أن تختار ثلاثة من خيرة ممثليها ومؤهليها من كل ولاية ، لتجتمع في الخرطوم ، وتختار ثمانية عشر عضواً كلجنة عليا ، تضع النقاط فوق الحروف ، أوّل أهدافها تسليم السلطة لحكومة وطنية يتم ترشيحها من وطنيين ، لا ينتمون للمكوِّن العسكري ، ولا للأحزاب ، وأن يتم تحديد الفترة الإنتقالية، والبرنامج الذي تنفذه الحكومة الإنتقالية الجديدة . هذا إن كانت هناك لجان مقاومة حقيقية وقلبها على السودان ، وإن كانت هناك رغبة عسكرية صادقة لتسليم السلطة لحكومة مدنية وطنية . وإن كانت هناك بعثة أممية تريد الخير للسودان ، تعمل بجوديّة صادقة .. لا جوديّة ” حُسّادك أجاويدك” ! ، وإن كان هناك إعلام محلي وإقليمي لا “يعاين للفيل ويصوِّر في ضُلُّو ” !! ، وقلنا أنّ خلاف ذلك ، سيكون حوار الآلية الثلاثية الدائر الآن هو حوار “الطرشان”، ومزيد من انهيار الوضع في السودان ! ، إذ الحوار يجب أن يتم مع من يديرون تحريك الشارع والميدان.. لاحوار ” فولكر” و “فرتكان”. هذا ماكتبناه، وظللنا ننادي به في كل كتاباتنا في هذه الصفحة وفي بعض الصحف الإلكترونية.
وشخصي طيلة الفترة الماضية يكتب عن هذه الآمال الأعراض ، إذ تأتي الأخبار في هذا الصباح، ومن مصدر الراكوبة نيوز، وفي خطوة مفاجئة بأنّ لجان المقاومة تعلن عن تشكيل مجلس ثوري أمس من خلال موقع اعتصام الثوار في الجودة وترشيح محمد الكندي لقيادة وتكوين المجلس ، وقد صرّح المرشح للجريدة قائلاً :(تأتي هذه الخطوة لتمثيل الثورة التي تمثل معظم الشعب السوداني، ولأنها ليس لديها وعاء حزبي أو قبلي، وأنّ قوي الحرية والتغيير أصبحت لا تمثل الثورة، واختطفت المشهد) وأكد فشل المؤسسة العسكرية وقحت في إدارة البلاد. ودافع الكندي عن اتجاه الثوار لتشكيل المجلس الثوري ، وقال : (من حق الثورة أن يكون لديها جسم يمثلها) وفي تعليقه على إعلان قحت قطع التفاوض مع المكون العسكري ، قال : (نحن لا نعبأ بالمفاوضات أو التسوية وليس لدينا ولاء حزبي، لذلك لابد من تشكيل مجلس ثوري يتم فيه تمثيل كل الإعتصامات لتلتقي مع بعضها البعض لتختار نظام حكمها).
إن صحّ ما جاء من خبر في هذا الصباح ، تكون لجان المقاومة قد سارت في الإتجاه الصحيح ، وعليها الآن تسمية ممثليها من كل مواقع الإعتصامات في العاصمة ومن ممثلي كل الولايات لعقد اجتماع كبير ، يعيد الأمور إلى نصابها .
وبالله التوفيق
لواء شرطة م
عثمان صديق البدوي
4 يوليو 2022