بعد خطاب البرهان المفاجئ بالانسحاب .. القوى السياسية في مازق
تضاربت الاراء حول خطاب رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان الذي اعلن فيه انسحاب القوات المسلحة من العملية السياسية بمافيها الحوار الجاري حالياً تحت رعاية الالية الثلاثية فقد ايدّت بعض الاحزاب القرار ومنها حزب الامة حيث يرى مبارك الفاضل ان الخطاب امن على رفض الإتفاق الثنائي مع الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي وترك الأمر للتوافق بين القوى السياسية و مكونات المجتمع المدني والقوى الإجتماعية ككل ، حتى يكون الحوار شاملا لكل أصحاب المصلحة على أن تلتزم القوات المسلحة بتنفيذ ما جاء فيه بينما ترى قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين أن الخطاب محاولة لتشكيل مجلس عسكري يمسك منفرداً بالسلطة في البلاد وبحسب تصريح للمتحدث الرسمي للتجمع، الوليد علي، خص به (نبض السودان) إن خطوة رئيس مجلس السيادة ستعجل من تشكيل قوة موحدة للحراك وتوحيد كافة المواثيق المطروحة لمناهضة الانقلاب
الخطاب مفاجئاً
وقال المحلل السياسي ابوبكر الخضر أن خطاب رئيس مجلس السيادة كان مفاجئاً للاوساط السياسية والشارع العام الذي يمارس السياسة من خلال المطالبة بابعاد العسكر من السياسة وانهاء الانقلاب موضحاً ان القرار الذي اتخذه البرهان استجابة لكل الاراء المعارضة لوجود الجيش في السلطة وأدى لارباك المشهد السياسي بحسب ان الاحزاب السياسية والجماعات المتحالفة ليست لديها رؤية سياسية واضحة تجاه حكم البلاد مشيراً الى ان البرهان وبذكاء سياسي شديد رمى الكرة في ملعب المدنيين وابعد نفسه والقوات المسلحة من المشهد باكمله وقال المدنيين حالياً في موقف لاتحسد حيث بقى عليهم الاتفاق على تشكيل الحكومة وتوفير متطلبات المواطن وقيادة الشعب للانتخابات وقال الخضر أن البرهان وضع قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة أمام (المحك) بالاتفاق بينها وأعتبر الأمر صعباً
الوضع الجديد
واعتبر استاذ العلوم السياسية يوسف نور الدين أن المشهد السياسي بات اكثر تعقيداً بانسحاب الجيش من العملية السياسية وترك الميدان للسياسيين والنشطاء المطلوب منهم الاتفاق مشيراً الى ان لجان المقاومة وتجمع المهنيين والحزب الشيوعي وقوى الحرية والتغيير اعلنت رفضها للقرار مشيراً الى ان تلك المجموعات تبني خططها على الاسقاط وليس الانسحاب وادواتها في ذلك المواكب والتظاهرات معتبراً ان خطاب البرهان جاء ملبياً لمطالب الشارع بلا شرعية ولا مساومة ولا شراكة وقال خطاب البرهان بالعودة لمنصة التأسيس وأكد على وجود وضع جديد وسحب الجيش من العملية السياسية واستجاب لبعض مطالب الشارع ولجان المقاومة واشار الى ان خطاب البرهان انعش عمل بعثة الآلية الثلاثية واعاد لها الروح من جديد ومنحها قوة دفع جديدة وأن الجيش التزم بعدم التدخل في الحوار المدني المدني واحترام الارادة السياسية للمدنيين وقال ان المجتمع الخارجي ليس بعيدا عن خطاب البرهان مبينا ان القوى الوطنية يجب ان تدرك ان مايحدث في السودان قال أن الأزمة التي تعيشها البلاد الآن هي الانشقاقات داخل المكون المدني وهذه الصراعات عصفت بالثورة موضحا ان الكرة الان في ملعب القوى السياسية التي تدعي جزافا انها تمثل الثورة ويجب عليها التعامل مع الوضع الجديد بمسؤولية وتتوافق على اساسيات لاخراج البلاد من هذه الأزمة