قحت ما بين التناقضات وغياب المشروع السياسي
عبرت قيادات قوى الحرية والتغيير المركزية في موتمر صحفي عن موقفها من خطاب البرهان الاخير الذي اعلن من خلاله انسحاب الموسسة العسكرية من تفاوضات الألية الثلاثية ومنح الاحزاب السياسية فرصة للتوافق وتكوين حكومة من الكفاءات الوطنية تقود البلاد للانتخابات
ويرى عدد من المتابعين والخبراء ان قيادات قوى الحرية والتغيير باتت تعاني من ضعف كبير وغياب للرؤية السياسية واشار المحلل السياسي محمد ﺍﻻﻧﺼﺎﺭﻱ ان الموتمر الصحفي حصر كل افكار الحرية والتغيير علي خطاب البرهان ولم يقدم طرحا سياسيا لانقاذ البلاد من حالة التشظي ،وهذا يوكد بان الحرية والتغيير لا تملك مشروعا سياسيا او برامج محددة للمرحلة المقبلة،وبالتالي كان خطاب البرهان بوصلة مرجعية للردود الافعال لخطابهم الذي يصوب علي ما قاله البرهان او اغفله من قضايا سياسية
واضاف ﺍﻻﻧﺼﺎﺭﻱ ان تناقض موقف قيادات الحرية والتغيير يجسده موقف القيادي بالمجموعة وحزب الامة القومي صديق الصادق المهدي الذي اعلن ترحيبه بخطاب البرهان بعد لحظات من صدوره عبر قناة الجزيرة وعاد بعد ساعات ليعلن عن رفضه في الموتمر الصحفي للحرية والتغيير لخطاب البرهان
وفي المقابل ترى الباحثة في الشؤون السياسية ثريا الطيب ان الحرية والتغيير تعاني من مشكلات كبيرة حتي في تكويناتها الداخلية وان ما يجمعهم البحث عن المكاسب السياسية الضيقة والمناصب وهذا ما تسبب في انهيار الفترة الانتقالية السابقة عندما اصبح التدافع نحو المصالح الخاصة عنوانا لكل انواع الصراعات الداخلية ،بجانب محاولتهم المستمرة لابعاد المكونات السياسية الاخرى واستغلال السلطة لتصفية حساباتهم السياسية.واضافت الطيب ان من الطبيعي ان تسعى قحت لاعادة ذات السيناريو السابق باستغلال دماء شهداء ثورة ديسمبر باحتكار التفاوض الاحادي دون مكونات القوى السياسية الاخرى لاعادة ذات الوجوه للسلطة مجددا، مشيرة الي ان خطاب البرهان وضع كل القوى السياسية علي بعد مسافة واحدة لوضع توافق وطني عبر الحوار الذي لا يستثني احدا سوى حزب الموتمر الوطني