خطاب البرهان!وسقوط ورقة التوت عن (قحت) بقلم : فاطمة لقاوة
أصدقكم القول :كُنت ما مرتاحة ضميريا من الإجراءات التي تمت أمام القيادة ،منذ إعلان عزل البشير ،ورفض إبن عوف، وقبول القوى السياسية بالفريق أول البرهان على رأس المجلس العسكري ،وإنطباعياً أحسست بأن ما تم ما هو إلا إنقلاب داخلي من قبل الإنقاذيين من أجل إمتصاص هدير الشارع السوداني والسيطرة على الأوضاع .
ولكن بذات القدر ليست متحمسة كثيراً لوجود أحزاب قحت وقِسمتها لى كيكة السُلطة مع العسكرييين!!،وقدجاءات فترة الشراكة الإنتقالية باهتة يسودها التشاكس الذي قاد إلى المفاصلة في ٢٥إكتوبر عندما أعلن البرهان إجراءاته التصحيحية التي ذادت من تويرة التصعيد الثوري من قبل الشارع السودان ،وإستغلتها أحزاب قحت ،وبدأت الكيد ضد العسكر خارجيا وداخليا.
أحزاب قحت تُدرك تماماً أن لا قاعدة شعبية إجتماعية قوية تستطع أن تستند عليها في أي إنتخابات قادمة ،والشعب السوداني أصبح غير مؤمن بالقيادات الحزبية التقليدية السابقة التي أصبحت جزءاً أساسياَ من الأزمة السودانية الممتدة ،وأحزاب اليسار لم تستطع ! ردم الهوة النفسية بينها وبين الشعب السوداني ،الذي إرتبطت كلمة العلمانية عنده بالإنحلال الأخلاقي والكُفر،لذلك جميعهم أصبحوا متسلقين ظهر الثورة ،ويسعوا إلى إستدراج عاطفة الشارع السوداني ،ويعتمدوا على الضغط الخارجي من المجتمع الدولي على القادة العسكرييين، والمؤسف أن المجتمع الدولي يتلقى التقارير الكاذبة ضد المؤسسة العسكرية،من ذات القوة السياسية الرعناء التي لا تهتم بالثوابت الوطنية.
منذ الإجراءت التصحيحية التي إتخذها البرهان في ٢٥إكتوبر ،ظلت القوى السياسية ترفع شعار اللاءات -(لا شراكة،لا تفاوض،لا شرعية)- وتستجدى المجتمع الدولي غير آبهة بما ستؤوول إليه عواقب التدخل الدولي الذي يعمق الجراحات ولن يوقف نزيف الدم ،وهناك شواهد في دول آخرى خانتها المعارضة التي ذبحت أوطانها من أجل الوصول الى كراسي السلطة.
أجد نفسي اليوم ولأول مرة أؤويد خطاب البرهان الذي أعلن فيه إنسحاب المؤسسة العسكرية من الحوار ،وتعهده بأن القوات الأجهزة العسكرية جميعاً لن تُفرط في الثوابت الوطنية ،وعلى الأحزاب والقوى السياسية جميعاً إعلاء صوت العقل والجلوس للحوار والتفاوض السوداني المدني برعاية وتيسير من قبل اللجنة الثلاثية-(الإيقاد والإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة)-وأنهم كقوى عسكرية ملتزمون بعدم التدخل في الشأن السياسي بين القوى المدنية.
خطاب البرهان جاء في الوقت المناسب ويحمل الروح الوطنية ووضع الأحزاب والقوى السياسية أمام تحدي وطني كبير ،والواجب عليهم جمعا رفع شعار “الوطن أولاً”،إلا أن أحزاب قحت قد أسقطت ورقة التوت التي كانت تتدثر بها ،وأعلنت كالعادة انا رافضة لخطاب البرهان، ولم يعجبها العجب ولا الصيام في رجب !!!!!! وتراجعت عن شعاراتها التي كانت تنادي بها ،وجعلت البرهان يمد لسانه مستهزاً بهم ولسان حاله يقول :(كن إتكلمنا إتقلمنا !!!وكن سكتنا ما شِفنا عجب).
ولنا عودة
يسلم قلمك يا لقاوة