زيارة الفريق العطا إلى سجن سوبا.. بقلم : د. ابراهيم الصديق على…
حسب إفادة المقدم معاش عبدالله سليمان، فإن الفريق ياسر العطا زارهم في السجن وتحدث لهم (فيما معناه)، إن إجراءات الإنقلاب غير متفق عليها وأنهم ما قادرين يشكلوا حكومة، وفشل أمني وفشل إقتصادي وقال لهم (نلتقي خارج السجن قريباً)..
هذا الحديث، بغض النظر عن صحة المحتوى أو دقة التفسيرات فإنه يكشف وقائع مهمة:
أولاً: الزيارة في حد ذاتها تعبير عن موقف سياسي، وموقف منحاز لأشخاص تم إيقافهم بناءاً على بلاغات معلنة..
ثانياً: زيارة شخصية سياسية ذات وزن وهذا الحديث تشير إلى أن هناك أكثر من موقف وراي في المكون العسكري..
ثالثاً : خذلان لموقف المؤسسة العسكرية، وبث روح معنوية في فريق يناصبها العداء ونقل تطمينات وتحفيز لهم (نلتقي خارج السجن)..
رابعاً : خذلان للفريق السياسي، من خلال تسريب معلومات وحديث عن الفشل..
و خامساً: التطفيف في المواقف، حيث اننا لم نسمع بالفريق العطا يزور البشير (مع قناعتي ان عمر لن يسمح له)، أو الفريق أول بكرى أو الفريق أول عبدالرحيم، هناك عن بقية المعتقلين السياسيين، ولديهم سبق فضل عليه وعلى المؤسسة العسكرية..
إن لهذه الزيارة أكثر من تفسير ودلالة:
– فأما أن هناك إتفاق بين الفريق أول البرهان والفريق عطا على تبادل أدوار سياسية، فهذا يساير قوي الحرية وأعضاء التمكين، وهذا يتحدث معبراً عن موقف المؤسسة العسكرية، وهذا إن صح تفكير قصير النظر وفطير، ومن خلال التصرفات تفقد المؤسسة العسكرية ثقة المواطن وتبدو هشة ومخترقة..
– أو فرضية ثانية، أن المكون العسكري على خلاف وتنازع، مثله والقوى السياسية، التي يطالبها بالوحدة، وهذا أخطر، لإن تباين الموقف يغري قوى سياسية بالتمادي في مواقفها ويهز الصورة العامة للمؤسسة العسكرية.
– أو أن الفريق العطا لديه طموحات شخصية ويسعى لتحقيقها وتهيئة بيئة سياسية مواتية..
وفي كل الأحوال، فإن هذه المواقف والتصرفات خصم على السلطة الحاكمة وتؤكد وجود تجاذبات داخلية وتؤدي إلى بلبلة في الرأي العام..