تأملات جمال عنقرة الجنيد يكتب .. العمال وجرح الوطن الغائر
بعث لي الأخ الأستاذ الجنيد أحمد محمد صالح القيادي النقابي المعروف رسالة تعليق وتعقيب علي مقالي حوار البروفيسور إبراهيم غندور والدكتورة عفراء فتح الرحمن، وما ورد فيه بشأن الإتحاد العام لنقابات عمال السودان، وها هي رسالة الأخ الجنيد انشرها كما هي: الأخ الأستاذ جمال عنقرة لك التحية والتقدير وكل عام وأنت بخير . والتحية عبرك لرفيق درب النضال الوطني العمالي الأخ بروفسير غندور وأنتما تزودان عن حياض الوطن الغالي كلٌ في مجاله في زمان كثرت فيه الإبتلاءآت وقلّ الناصحون وزادت الجراحات فأصبح الوطن كالأسد الجريج يئن عله يجد من يداويه. لقد كانت النقابات العمالية عبر تاريخها الطويل الذي تفضلت بالتوثيق له في ذلك الكتاب القيم (( عمال السودان .. السيرة والمسيرة)) والذي يحتاج إلى مزيد من التحليل بعيداً عن المناظير الضيقة المحدودة الأثر، لما فيه من نفعٍ الأمس واليوم وغداً كذلك، ويظل دوراً وطنياً متقدماً علي المعايير المألوفة. إن جرح الوطن الغائر الذي ذكرنا لم يجد الأيادي الحاذقة والأكثر دربة ودراية لتعمل علي تطبيبه ومن بين تلك الأيادي إن لم يكن في مقدمتها أيادي الحركة النقابية ومباضعها التي لاتخطئ مكامن الداء لتوصف الدواء ، ودونك سفر طويل من الإنجازات في هذا المجال جمعاً للصف وتقريباً للشقة بين السياسيين المتخاصمين (دوماً ) وكم وكم رتقت من فتوق وأزالت بقعاً شائهةً من علي ثوب الوطن ليعود معافيً مهاباً بين الأمم ، وهذا هو الدور الذي افتقدناه اليوم للغياب المتعمد والتجميد الظالم للحركة النقابية لقرابة الأربعة اعوام مخالفةً للقوانين الوطنية والمعايير الدولية . أستاذ عنقرة أراني قد خرجت قليلاً عن الموضوع ولكن نقول صراحة لن يستقيم أمر الوطن والعود أعوج وهذه صرخة نطلقها عبر قلمك في وجه ولعناية من يهمهم الامر أن أعيدوا النقابات لتلعب دورها تجاه الوطن ومنسوبيها واطلقوا سراحها ففي يدها الكثير من الأدوات والخيوط التي تعين علي توجيه البوصلة لتخطي هذا المنعطف الخطير اللذي ينزلق إليه الوطن . وبالعودة للقاء غندور بالصحفية الرقم عفراء فقد كان لقاء السحاب وكما قلت ( حديد لاقي حديد) إذ لم يكن بينهما طروراً وثبت الصنديدان ليكسرا قاعدة شعراء اهل البطانة، وذلك هو غندور الدائم الحضور حفظه الله، وأذكر يوم اطلاق سراحه الأخير هاجمه اهل الصحافة والقنوات الفضائية أمام داره بالأسئلة الصعبة حول شتي مواضيع الساحة السياسية وهو قادم لتوه من معتقله الطويل ذاك ولم يكن غاضباً أو يائساً أو مشتت الفكرة ، بل بدأ الرجل متفائلاً حاضراً ومرتباً كعادته فلم تخنه العبارة وكأنه قد أعد العدة لذلك فقال لي من كان بجواري في ذلك الجو المشحون بالعواطف (هذا هو رجل المرحلة) . وأنا اقول لك كذلك (هذا هو غندور الذي نعرفه) . اخوك/ الجنيد أحمد 17/7/2022