بعد قمة جدة ..بايدن يعود من جدة بخفي حنين
قال الدكتور أحمد حسن الخبير والمحلل السياسي إن الرئيس الامريكي بايدن عاد من جدة السعودية إلى بلاده بخفي حنين ولم يحقق المكاسب والفوائد والطموحات الامريكية التي كانت ترغب إدارته في تحقيقها ممتدحا صمود القادة العرب وإعدادهم المسبق الممتاز للقمة وتعاملهم بندية كبيرة مع الرئيس الامريكي مؤكداً أن قراءتهم السياسية لموقف بايدن المثقل بالمشاكل والهموم المحلية الامريكية وتهديد أغلبية حزبه الديمقراطي النيابية وإنحدار شعبيته إلى أدنى مستوى لها منذ إنتخابه والافرازات السالبة للحرب الروسية الاوكرانية على الاقتصاد الامريكي والاوربي. وأوضح حسن أن هناك عدة مؤشرات تؤكد أن الولايات المتحدة عجزت عن تحقيق أهدافها في منطقة الشرق الاوسط لافتا أن تلك المؤشرات تتجلى بكل وضوح في الاستقبال الفاتر لبايدن في السعودية وان ذلك الاستقبال تسبب فيه الرئيس الامريكي نفسه الذي جدد ذات الاخطاء الامريكية في إسرائيل التي إبتدر زيارته بها عندما أكد وبشكل فاضح إنحياز أمريكا لاسرائيل بتجديد الالتزام بأمنها والاحتفاظ لها بتفوقها العسكري على كل الدول العربية من مخازن السلاح الامريكي وتأكيده أن الدولة الفلسطينة المستقلة على حدود 19967 لازالت بعيدة المنال مبيناً أنه قدم كل مكاسب الزيارة لاسرائيل ولم يبقى شيئا للعرب مقابل تقديمهم الحلول الخاصة بالطاقة للادارة الامريكية. واضاف حسن أن الولايات المتحدة الامريكية أدركت مؤخراً أنها لم تعد الشريك الوحيد السياسي والعسكري والاقتصادي المتاح لدول الشرق الاوسط وان هناك العديد من الشركاء المتاحين مثل روسيا والصين منوهاً إلى أن الفزاعة الايرانية لم تعد وحدها من تقنع دول الخليج بمنح بترولها مجاناً للولايات المتحدة خاصة وان أمريكا حتى الان تصر على عدم منح دول الخليج أي أسلحة نوعية لهذه الدول قد تمكنها من مواجهة التهديد الايراني مشدداً على أن نجاح المسيرات الايرانية في إستهداف مؤسسات النفط السعودي وإحجام الولايات المتحدة من تقديم النسخ المتطورة من منظومة باتريوت الصاروخية يجعل دول الخليج تتجه لخيارات أخرى وفي مقدمتها روسيا والصين للحصول منها على حاجتها من السلاح الذي تحفظ به أمنها القومي منوها إلى أن روسيا والصين ليست لديها عقيدة عسكرية أو سياسية تمنح إسرائيل تفوق عسكري على دول الشرق الاوسط كما ليس لديها أي إلتزام بأمن إسرائيل في مجابهة الدول العربية والاسلامية مؤكداً أن دول الخليج والشرق الاوسط بإمكانها الحصول من روسيا والصين على أحدث الاسلحة التي من الممكن إستخدامها لحفظ أمنها القومي. ونبه الدكتور أحمد حسن أن روسيا والصين هما الشريك العسكري والاقتصادي والسياسي لدول الشرق الاوسط الذي تخشاه الولايات المتحدة موضحاً أنهما ناصرا كل قضايا التحرر العربية بما فيها القضية الفلسطينية ولم يسبق لهما أن هاجما أي دولة عربية عسكريا عكس أمريكا التي هاجمت العراق وليبيا والسودان دون مبررات مذكرا بأن دول الشرق الاوسط لم تقع في فخ أمريكا الدعائي ضد روسيا فيما يتعلق بالحرب الروسية الاوكرانية وان مواقفها كانت محايدة للغاية. واكد حسن أن هناك عدة أسباب جوهرية تجعل دول الخليج العربي والشرق الاوسط تتجه لروسيا والصين كشريك إستراتيجي عسكري وإقتصادي بديلاً للولايات المتحدة الامريكة عازيا ذلك ل : أولا : أن الولايات المتحدة ترى أنها سيدة العالم وتقوم بقهر الدول عسكريا أو إقتصاديا أو سياسياً وتنتهك سيادتها الوطنية بينما روسيا والصين تؤمن بالتعددية والشراكة بين مختلف دول العالم. ثانياً : الولايات المتحدة تعمل على سيادة وحكم العالم بألياتها الخبيثة بينما تؤمن روسيا والصين بتبادل المنافع بين الدول وعدم السيطرة على العالم من خلال قطب واحد. ثالثاً : دول الخليج العربي والشرق الاوسط رأت بأم أعينها كيف أن الولايات المتحدة الامريكة والاتحاد الاوربي تخلوا عن أوكرانيا ودعوها تواجه مصيرها وحدها وتهاوت شعارات الولايات المتحدة التحريضية لاوكرانيا وتبين أنها شعارات كذوبة دمرت بلدا بكامله وتركت الحسرة للشعب الاوكراني.