السودان شد الاطراف والدفع الي حافة الهاوية
بلغت خطة استهداف البلاد مداها براى كثير من المراقبين من خلال تفجر الاحداث بالنيل الأزرق بحيث ظلت البلد مشدودة الاطراف منذ مدة وشهدت نزاعات قبلية دائمة متعددة في الشرق والغرب والوسط نتيجة لهذا الاستهداف المقصود والممنهج لضرب تماسك المجتمع الذي سبقه انتشار كثيف وغير مبرر لخطاب الكراهية الذي ساد كظاهرة غير مألوفة في المجتمع السوداني المتعايش! تزامن انفجار نزاعات النيل الازرق مع عمليات المصالحات التي يقودها النائب الاول في دارفور لها اكثر من رسالة من قبل الجهات التي تستهدف البلاد! في قدرتها علي اشعال حرائق جديدة لابقاء البلاد في حالة شد وإشغالها بمحاولة النجاة دون الالتفات الي اي تنمية او تطوير بقصد ابقاء البلاد مضطربة ومهزوزة مشغولة بنفسها ومشاكلها علي الدوام! اذ لم يعجب الجهات التي تستهدف البلاد ان يسود سلام نسب لم يشمل حتي كافة حركات الكفاح المسلح! تم تحقيقه بعد اتفاق سلام جوبا التي عملت علي تعويقه منذ ان كان مفاوضات! ثم سعت الي الغائه بعد ابرامه؛ وعند فشلها؛ ها هي تشعل الحرائق في مكان آخر! في رسالة واضحة انها تستطيع ادخال البلاد مرة اخرى في دوامة النزاع الدامية! يرى الخبراء ان العمل الدؤوب الذي تقوم به بعض الجهات والدوائر الاستخبارية والمشغلين الخارجيين بمعاونة ادواتهم وعملائهم في الداخل من اجل عودة البلاد الي مربع الحرب! يعد اجهاضاً للثورة والعملية السلمية التي قادتها حكومتها بالبلاد؛ والسعي لتفتيتها وتجزئتها من اجل ضخ مواردها بعيدا عن مصلحة شعوبها وتقدمهم ورفاههم المنشودة! يعكس كل ذلك الاطماع التي تحاك ضد البلاد وعجز وانتهازية بعض التيارات والاحزاب والجهات التي اصبحت ادوات لفاعلين ومشغلين بالخارج تعمل علي اشعال الحرب؛ بحيث تقدم نموذجاً لمايمكن ان تفعله بالسودان دون ادنى اهتمام بمواطنيه او همومه وقضاياه في السلام والتنمية والتطور والرفاه! كما ثبت ايضا السقوط الاخلاقي لبعض هذه التيارات التي وظفت المأساة في صراعها ضد سلطات الانقلاب بزعمهم وكأن الدم السوداني اصبح جزءا من المساومة السياسية بحيث ظهر اهتمام بعضها بالاستفادة من الاحداث المؤسفة اكثر من العمل الجاد في ايقاف نزيف الدم المسفوك للمواطنين! وكل ذلك علي عين ووعي الشعب المغلوب علي امره! الا انه يتمتع بوعي كافٍ يمكنه من معرفة الصالح من الطالح والذي يسعى لخيره ممن يعمل علي استغلاله من اجل مكاسب سياسية ضيقة واجندة ذاتية بعيدا عما يتمشدق به من شعارات وطنية طنانة لايستخدمها الا لمزيد من الكسب السياسي الرخيص دون ادنى اهتمام بمصلحة الوطن العليا او سلامة مواطنيه!