صلاح حبيب يكتب : (ولنا راي)..حتى الباعة الجائلون لم ينسوا اشكال الصحفيين !!
ليس من اكثر قراءة ومتابعة للصحف طلبة الجامعات ولا الموظفين ولا المثقفين وانما الباعة الجائلون والتجار وصغارهم، لقد لاحظت الفترة الماضية ان الطبقات الصغرى او الدنيا هى التى تتابع ما يجرى على الساحة السياسية او الثقافية،فتجدهم اكثر اهتماما من غيرهم بالمكاتب الحكومية وطلاب المراحل الدراسية المختلفة،ما دفعنى لكتابة هذه الزاوية وبعد عام من وقف صحيفة المجهرالتى كنت اراس تحريرها، لقد لاحظت ان القراء لم ينسوا الصحفيين ولاالكتاب اطلاقا فكنت فى جولة تسويقية قبل يومين بسوق بحرى وقد سبق ان تعرف على عدد كبير من الباعة وغيرهم بالاسواق او امام صف الخبز الذين كانوا يتابعون ما اكتبه بصحيفة المجهر فكنت وقتها اكتب ما يلامس وجدان الشعب ومعاشهم لذا كنت اجد الكثيرين يتابعون ما اكتب وان لم اعرفهم ،فوقفت امس الاول امام احد الباعة بالسوق لشراء بعض الاغراض فاذا به يقول لى الاستاذ صلاح حبيب بتاع صحيفة المجهر وله انا غلطان، ضحكت قلت له ( بشحمه ولحمه.). فقال لى نحن نتابعك منذ فترة ولكن اين انتم الان ؟واين المجهر ؟ فقلت له صاحبها حسب التكلفة فوجدها لا تغطى فاوقفها ، بالتاكيد شعرت بسعادة غامرة اولا لان ما نكتبه يجد الاهتمام من القارئ الكريم ..وثانيا ان الصحافة الورقية مهما حصل فلها تاثير كبير لدى القارئ السودانى.. وصدق من قال ان القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرا ،فالخرطوم فى زمن سابق الكل فيها يقرا والكل له صحيفته المحببه وله كتاب يتابعون ما يكتبون مهما انتقلوا من صحيفة الى اخرى ،فالقارئ السودانى زكى وفطن ولاتغيب عليه حيل الساسة ،فالان الطبقات الصغرى هى التى تقرا واتعجب للوزراء والمسؤولين عدم اهتمامهم بالقراءة او بالصحافة على وجه الخصوص فالوزير لايقرا الا اذا ورد خبر متعلق به ،واحيانا اذا تعرضت له الصحيفة بالنقد فهنا تجده يبحث عن الصحيفة وعن الصحفى الذى كتب متعرضا لسياسته او لشخصه ،اننا نفخر بالقراء الذين يبادلوننا الحب والمعرفة، فكم من علاقة نشات بين الصحفى والقارئ من خلال تلك الكتابات التى لامست وجدانهم، ان الحكومة الحالية او السابقة لم تهتم بالصحافة ولا بالصحفيين مما جعل الكثير من الصحف تخرج من السوق بسبب الزيادات المرتفعة فى الورق وكل مدخلات الطباعة فالدولة ليست من اولوياتها الصحافة، ولاتهتم بما يكتب وتعتبر الصحافة العدو الاول بالنسبة لها ،ولكنها لاتدرى ان الصحافة هى المراءة التى تشاهد فيها اعمالها كل صباح ،فان كانت جيدة وجدت المراءة ناصعة وان كانت اعمالهم سيئة وجدوا الصورة ( غبشاء)اما القارئ الكريم فهو السند والعضد للصحافة والصحفيين والاموال التى يشترون بها الصحيفة هى التى تجعلها باقية بالسوق ،لذا على الحكومة ان تقف الى جانب الصحافة بتوفير مدخلات الطباعة بالاسعار التى تجعل الصحافة تقوم باداء رسالتها وزى ما قال ابو الصحافة السودانية حسين شريف شعب بلا صحيفة قلب بلا لسان، فحتى يكون لنا قلب على الحكومة ان تدعم الصحف ولو قللت كمياتها لان المهنة الان اصبحت طاردة وهناك الكثير من الصحفيين اما هجروا المهنة او هاجروا او احتضنتهم بيوتهم،فالصحافة مهنة سامية يجب الا تندثر او يطرد اهلها او محاربتهم.. فهم ليسوا ابواقا للحكومات بقدرما يعملون من المنطلق المهنى فنلاحظ الان هناك هجمة على المهنيين من الصحفيين ومحاربتهم باعتبارهم كانوا مساندين للنظام البائد ،فالصحفى الموالى معروف وهو الذى سعى ليكون بوقا للحكومة اما المهنيين منهم ،فهم يمارسونها من اجل المصلحة الوطنية ،فنشكر القارئ الجالس فى مخبزه او يعمل فى المواصلات او بائع يجر عربة،او تاجر فى دكانه، نشكرهم لانهم هم السند بالنسبة لنا وهم الذين يبثون فينا روح العمل ومواصلة المهنة مهما كانت قساوتها فنكرر شكرنا لهم جميعا.