احداث النيل الازرق تكشف انتقائية المنظمات الاممية في مساعدة المنكوبين والاكتفاء باحصاء الخسائر !
بعد الاحداث التى وقعت في ولاية النيل الازرق توقع الكثيرين ولحجم الازمة الكبير، ان تكون هناك تدخلات دولية عاجلة لمعالجة الاوضاع الانسانية الناتجة على الاقتتال القبلي في الاقليم ونزوح الالاف، حيث خلف اثارا انسانية معقدة تتجاوز طاقة امكانية الحكومة السودانية، لكن الامم المتحدة التي ينبغي ان تسارع في تقديم المساعدات لم تجد من مساهمة تقدمها للضحايا سوى احصاء عدد النازحين، والقول بانهم تجاوزوا (٣) الف نازح!
ويرى خبراء ان الامم المتحدة ومنظماتها المتخصصة المعنية بالعمل الانساني تتجاهل دورها الحقيقي في مثل هذه الازمات وتذهب في اتجاهات وتضع ميزان المصالح وتستخدم الانتقائية وتكتفي بالاستنكار او الرفض .
ويقول الناشط في مجال العمل الانساني امير الحسن ان الضحايا لا يحتاجون لاحصاء واذا كان لا بد من هذا الاحصاء لماذا لم تقوم الامم المتحدة عبر مظماتها بتقديم المساعدات الانسانية التي ينبغي ان تقدمها بعد ان احصت لان ذلك من اوجب الواجبات التي ينبغي القيام بها وهي منة تفضل.
وينبه الحسن الى ان الامم المتحدة على الدوام تركز على الاجندة السياسية اكثر من مهامها الاساسية ولا تجد منها الشعوب المتضررة الا الحديث عن اسفها للاوضاع والحديث عن حجم الاضرار الى اخره من العبارات المعروفة، ونصح الحسن الحكومة بان لا تنتظر مساعدات من منظمات الامم المتحدة لانها قياسها للمساعدات هي المصالح والاهداف الذاتية
ويضيف ان قلة حيلة المنظمة الاممية في مد يدها للدول والشعوب المنكوبة بسبب حجم الفساد المالي والاخلاقي
ويرى المحلل السياسي موسى محمدين ان الشعب السوداني ظل على الدوام يتكافل عند وقوع مثل هذه المحن والاحن ويقوم بتقديم يد المساعدات لاخوانهم ، مشيرا الى ان ذلك بدا بالفعل منذ وقوع الاحداث حيث سيرت عدد من المنظمات الوطنية قوافل انسانية وكذلك ، عدد من الولايات ورجال الاعمال والخيرين وتابع ان اهالي النيل الازرق فى غنى عن المساعدات الاممية رغم انها واجبة نظرا الى ان العمل الانساني عند المنظمات الاممية مشروط حيث انه يعكس الصورة السيئة وانهم في حال توفير سلطات لهم وللدول الراعية لهم تكون المساعدة حاضرة وهذا مؤسف.
وخلف الصراع القبلي الذي وقع مؤخرا بولاية النيل الازرق وتمدد للولايات المجاورة خسائر كبيرة في الارواح والممتلكات ، حيث تجاوز عدد القتلى الثمانين وخلفت الاحداث حالة من الارباك والهلع وسط المواطنين وتعطلت الحياة وانسياب الخدمات وخلق ذلك نزوح لاعداد كبيرة من المواطنين.