ظل عدد كبير من الحادبين علي مصلحة السودان طرح المبادرات من اجل التصافي بين أبناء الوطن الواحد، ولكن منذ ان تم تشكيل الحكومة الانتقالية بين المكونين المدني العسكري، لم تر تلك المبادرات الحل الذي يقود الوطن الي بر الامان، بل ظل الصراع بين المدنيين والعسكريين متفاقم مما جعل عدد من الاحزاب السياسية او اعيان المجتمع يتقدمون بمبادرات علها تعجل بحل المشكلة السودانية، ان مشكلة السودانيين لاتكمن في مثل تلك المبادرات بل تحتاج الي قائد ملهم يقود الامة الي بر الامان، ان جل المبادرات التي طرحت لم تغادر المكان الذي طرحت فيه، لذا مهما قدم من مبادرات نعلم انها صادقة من قبل من قاموا بطرحها ولكن لن تجد اذن صاغية طالما الخلاف والصراع بين المكونات المختلفة حول كراسي السلطة، لقد طرح من قبل ازر ق طيبة مبادرة للم الشمل السوداني وهلل وكبار لها الجميع ولكنها انتهت في المكان الذي طرحت فيه وطرح قبل ايام مولانا محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي مبادرة للم شمل السودانيين ففرح الجميع بهذا الطرح ولكن اين هي الان المبادرة وماذا فعل الله بها؟ لقد ماتت المبادرة في مهد ها وها هو الشيخ الطيب الجد يطرح مبادرة جديدة من اجل الوطن وتصافيه ووجدت القبول كما وجدت المبادرات السابقة نفس القبول فهل يتوقع ان تمضي تلك المبادرة الي الامام وتعمل علي إصلاح الامة وحل مشاكلهم بالتاكيد انا لست متفاءل بتلك المبادرة رغم جدية اهلها ومن يقف خلفها ولكن هناك فئات ليس لها رغبة في تلك المباد ات ولا الوصول بها الي الحل بقدرما يريدون ان تكون كلمتهم هي الاولي والاخيرة التي تسمع، ومن هنا ظلت المبادرات لم تبارح مكانها رغم سعي من طرحوها بغية الإصلاح ، ان السودان دولة متعددة الديانات والثقافات والقبائل فمن الصعب ان يجتمع الجميع علي صعيد واحد لذا لابد ان يكون للسودان قائد ملهم كا الامام محمد احمد المهدي الذي وحد الأمة انتصر في كثير من المعارك علي الغزاة فنحن الان في حاجة الي قائد يتفق عليه الجميع يستطيع ان يوحد الامة ويمضي بها الي غاياتها فهذا القائد لابد ان يجلس علي الكابينة ويسير بالقطار من محطة الي اخري، وكل عربة معطوبة عليه ان يستبعدها ويمضي بمن تبقى حتي يصل الي المحطة الاخيرة سالما، اما ان ننتظر تلك القوى وهي في حالة خلاف و صراع في ما بينها فاننا سنظل في اماكننا لسنوات عدة، لذلك اعتقد ان كل المباد ات التي طرحت من قبل الافراد اوالجماعات والاحزاب السياسية فانها مبادرات هدفها مصلحة امن واستقرار الوطن ولكن هناك من ليس لهم هم في امن واستقرار الوطن، بل ينظرون إلى مصالحهم الخاصة اما الوطن ومن فيه فيجب ان يغرقوا، ان نظرة هؤلاء ضيقة الأفق ولن تقدم الوطن الي الامام طالما لم يراعوا المصلحة الوطنية والشعب الذي يعاني من ازمات حادة في الماكل والمشرب وحتي الدواء و التعليم والصحة اصبحت عصية علي الأغنياء وليس الفقراء، لذا ان اردنا لهذا الوطن ان ينصلح حاله علينا البحث عن قائد يتفق عليه الجميع قائد لا هم له الا مصلحة البلاد و العباد يمضي بهم الي افاق ارحب لاتحركه جهة او جماعة او احزاب يملي عليه ضميره من اجل المصلحة العليا للبلاد اما المبادرات التي طرحت وسوف تطرح من جديد فلن تجد اذان صاغية، بل ستجد من يعرقل مسيرتها وتصبح اسم علي مسمى كما كل المبادرات التي تم طرحها.
شاهد أيضاً
إغلاق