الحرية والتغيير مابين الانكار والتلاشي
تساءل المراقبون للشأن السياسي الداخلي بعد الضجة التي احدثها تصريح عضو مجلس السيادة السابق محمد الفكي حول نية قوى الثورة الاعلان عن ميثاق دستوري جديد ورئيس وزراء مدني في بحر اسبوعين من زمان تصريحه الاسبوع الماضي وما اثاره من خلاف عكس عمق ماتعيشه الحرية والتغيير من ازمة ثقة واختلاف بين تياراتها المتعددة! وماتزال التصريحات المضادة والمتشاكسة تترى من مكونات الحرية رفضا لتصريح “ود الفكي” حتي طالعتنا الاخبار بتصريح جديد لقوى الحرية والتغيير تقطع فيه بانها لم تطرح اي اعلان دستوري! فانكرت الحرية والتغيير كعادتها تصريحات محمد الفكي بل الفكرة من أساسها!
واتضح ان الحرية والتغيير كالعهد بها حتي بعد مضي شهر من اعلان العسكر خروجه من العملية السياسية ماتزال تبحث القضايا وتعيد فيها بما يؤكد انها لم تكن مستعدة! ولاتمتلك رؤية او برنامج موحد لانتشال البلاد ومعالجة ازماتها المتعددة ويعكس ما اثاره تصريح محمد الفكي من رودود افعال ازمة الثقة التي تعيشها فيما بينها كتيار يدعي قيادة الشارع والجماهير لتحقيق مطلوبات الثورة! وهاهو فيما يبدو قد مضى الشهر دون ان يكون عندها رؤية واضحة للحل سوى مواصلة الاختلاف من خلال الردود المستنكر لتصريح محمد الفكي بما يبين للجميع انهم لا يزالون مختلفين دون رؤية موحدة او برنامج للحد الادني فكيف يريدون حكم البلاد اذن!
ويرى الجميع ان الحرية والتغيير كل يوم تثبت انها تغوص في مستنقع الفشل بما يجعلها الجهة الوحيدة المسؤولة عن فشل الفترة الانتقالية طوال المدة بعد انتصار الثورة وحتى الان حيث تدعي التصدي لقيادتها وللجماهير الثائرة! بما يؤكد خلافها الاخير حول برنامج عمل موحد للجميع علي نهاية عهدها الذي ظلت متسيدة فيه المشهد السياسي وانها آيلة للوصول الي نقطة تلاشي التحالف ونهايته المؤكدة!