حرب الإقتصاد العالمية .. الروبل ينتصر
تعادل سعر صرف اليورو في الأسواق العالمية ، مع سعر صرف الدولار، للمرة الأولى منذ نحو 20 عاما، بينما شهدت بورصة موسكو تعادلا لسعر صرف الدولار واليورو مقابل الروبل
وبحلول الساعة، تراجع سعر صرف العملة الأوروبية إلى مستوى 1.0006 دولار، وقبل ذلك عادل سعر صرف اليورو سعر صرف الدولار.
وتواجه العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) ضغوطاً بسبب مخاوف من حدوث ركود إقتصادي في منطقة اليورو، وسط أزمة الطاقة المستمرة والتوقعات برفع سعر الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي في اجتماعه القادم خلال يوليو الجاري.
وأرجع خبراءاقتصاديون، تعادل سعر صرف الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي لأول مرة منذ نحو عشرين عاماً، إلى تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية والتى فرضت بموجبها أمريكا وأوروبا عقوبات اقتصادية على روسيا بدأت ترتد آثارها على الدول الأوروبية وامريكا بحدوث ارتفاع في التضخم وغلاء في اسعار السلع والخدمات ، بجانب أضطرار أوربا وامريكا لزيادة سعر الفائدة لخفض التضخم ومنع هروب الودائع من البنوك، بينما طبقت روسيا قرارا ببيع الغاز والنفط بالعملة الروسية ( الروبل) والتى ارتفع سعر صرفها لتساوي الدولار واليورو في التعاملات ببورصة موسكو.
وتوقع خبراء اقتصاديون، أن ينعكس تعادل سعر صرف الدولار واليورو إيجابيا علي اقتصادات الدول التى تربط عملاتها بالدولار ، بينما ستتأثر الدول المرتبطة باليورو سلباً ، فيما توقع أن يشجع انخفاض اليورو صادرات الدول الاوربية خاصة الصناعات التحويلية ، ويحد من ارتفاع معدلات التضخم بسبب الحرب فى أوكرانيا.
استنزاف
ويقول الكاتب والمحلل السياسي دكتور هاشم حسين بابكر
.يوقن الغرب بقيادة امريكا ان أوكرانيا قد توشحت الهزيمة،وأن اي إمداد للسلاح الغربي لن يغير المعادلة علي الأرض …
.وشعار الغرب اليوم وخاصة أمريكا فالتذهب أوكرانيا إلى الجحيم،فالغرض من الحرب ليس انتصار أوكرانيا انما استنزاف روسيا.
وقال إن إمداد أوكرانيا بالسلاح لا يشكل نصرا،فا كرانيا خسرت الحرب وهذا لا يهم امريكا كثيرا،فالذي تسعي إليه امريكا هو استنزاف روسيا لاقصي حد..وروسيا تدرك ذلك جيداِ،ولها أسلحتها غير النارية وتجيد استخدامها،فسلاح النفط والغاز بجانب القوة العسكرية الضاربة سيغيران الخارطة الاقتصادية والجغرافية،فاليوم تحتل روسيا ما يفوق العشرين في المائة من مساحة اوكرانيا،بالرغم من الاسلحة التي تقدمها امريكا والتي تقدر بمئات المليارات…!؟
.ونجاح الجيش الروسي علي الارض،يؤهله للاستيلاء علي المزيد من الاراضي،فبعد الاستيلاء علي ماريوبول،وأكبر مصانع الحديد الصلب في العالم،يمكن للجيش الروسي الاستيلاء علي منجم خام الحديد بالقرب من خاركوف،وهو أغني منجم حديد في العالم اذ تبلغ نسبة الحديد فيه ٨٥%…
.فالجيش الروسي يمضي بثقة في تحقيق أهدافه الاستراتيجية والعقوبات التي تم فرضها علي روسيا ارتدت علي من فرضها،بل نالت روسيا فوائد اقتصادية اكثر من المتوقع فقد ارتفعت أسعار الغاز والنفط بنسب عالية،بل إن الروبل قد حل مكان الدولار فاوروبا وحدها تستهلك يومياً ما قيمته ستمائة وستين مليون دولار من الغاز،مما يعني أن دفع هذا المبلغ يومياً بالروبل سيهز ويزلزل الارض تحت سيئ الذكر الدولار…
وقال هاشم رغم الاستنزاف المتعمد لروسيا نجد أن المواطن الروسي لا يشكو من اي عجز في احتياجاته،بعكس أوروبا وأمريكا التي ارتفعت فيها أسعار المواد البترولية والغذائية حتي بلغت حليب الأطفال الذي أصبح سلعة نادرة…!
.من النتائج المترتبة علي هذه الحرب،اختفاءزعماء أوروبا عن المسرح السياسي وقد بدأ بجونسون رئيس الوزراء البريطاني،وما بايدن ببعيد عن ذات المصير،وربما لن يكمل سنوات حكمه الأربعة ،أما ماكرون فقد مر بتجربة صعبة.
وقال هاشم يتهمون روسيا بالعدوان علي اوكرانيا ويتناسون حرب الابادة التي أعلنها النازيون الجدد علي اقليمي الدونباس ولوقانسك وهما مواطنون روس لا يقل تعدادهم عن السته مليون مواطن.
تهور
وقال الدكتور سمير عطار الخبير في العلاقات الدولية ان التراجع للعملات الأوروبية والامريكية سببه التهور والموقف الخاطئ والحسابات غير الصحيحة من امريكا واوروبا في حرب روسيا وأوكرانيا وأكد ان الحرب بين العملات انتصر فيها الروبل وتراجع الدولار واليورو وأشار إلى أن استخدام الروبل والذهب مقابل الطاقة أيضا ادى الى هذه المعادلة لصالح موسكو.
وقال عطار تجرع الغرب من كأس العقوبات التي ضربت شعوبهم وإقتصادهم في مقتل والان هم يدفعون ثمن مواقفهم الخاطئة في معادلات الصراع الدولي.
أمر متوقع
ويرى دكتور محمد الناير الخبير الاقتصادي، أن ما حدث من تعادل لسعر صرف الدولار واليورو كان متوقعا، بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وفرض أمريكا والاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية غير مدروسة على روسيا، بدأت آثارها ترتد علي امريكا والاتحاد الأوروبي وظهرت بوضوح في ارتفاع التضخم والاسعار والغلاء واضطرار امريكا
والاتحاد الأوروبي الي زيادة سعر الفائدة لمواجهة التضخم مما ينذر بحدوث ركود تضخمي بأمريكا والاتحاد الأوروبي نتيجة للزيادات المستمرة في أسعار الفائدة، بينما ظل الاقتصاد الروسي متماسكا وتحسن سعر صرف الروبل، وأصبحت روسيا تصدر كميات قليلة من الغاز بعائدات أكبر.
وأكد دكتور الناير أن الحرب الروسية الأوكرانية، عجلت لاندلاع ( حرب العملات)، بين أمريكا وأوروبا وروسيا والتى ستنتصر فيها الدولة التى تمتلك خطط وبرامج اقتصادية وموارد حقيقية من نفط وغاز وغذاء ، وكل المؤشرات تؤكد أن روسيا ستنتصر ، واكد انه متوقع أن يتم طرح عملة بديلة من قبل تجمع البريكس الذي يضم (روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا) كعملة بديلة للدولار، رغم سعي امريكا إلى الإبقاء على الدولار كعملة القياس العالمية الأولى بزيادة أسعار الفائدة لمعالجة إرتفاع معدلات التضخم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.