(ولنا رأي) ..صلاح حبيب.. هل ستلقي مبادرة الجد مصيرها من الفشل كسابقاتها؟!
علي الرغم من الزخم الاعلامي الكثيف الذي حظيت به مبادرة احد رجال الطرق الصوفية الشيخ الطيب الجد الراغبة في لم شمل الامة السودانية ولكن لست متفائل بالوصول إلى حل الأزمة السودانية و السبب ان المبادرة المطروحه لم تلتق الجهات التي وقفت حجر عثرة في الوفاق بين كل المكونات السودانية، ان مبادرة الشيخ الجد واحدة من عشرات المبادرات التي طرحت من قبل افراد او جماعات اوقيادات حزبية ولكنها لم تصل لحل المشكلة لان اصل المشكلة ليس مع حزب الامة ولا مع الحزب الاتحادي الديمقراطي ولا الجبهة الإسلامية ولكن المشكلة بين قحت والعسكر منذ ان تم التغيير في 2019 وظل الصراع بين الطرفين بخلاف المكونات الاخري التي ربما تكون كلها علي قلب رجل واحد للوصول الي الحل، لذلك فان الشيخ الجد وعلي الرغم من عدم ظهوره في الساحة السياسية ولا المجتمعية وليس له اي دور في حل اي ازمة سياسية من قبل، ولكن يعد احد رجال الطرق الصوفية الذين يحظون باهتمام كبير من قبل المجتمع فله من المريدين والأعيان وربما جهات اخري حاولت أن تستفيد من هذا التاريخ العريق فبثت فيه تلك الروح وهذا الزخم الاعلامي الذي خلق منه هالة ربما يمكن من خلاله الوصول الي حل المشكلة السودانية الا ان بعض المراقبين يعتقدون ان الشيخ الجد له علاقة بالنظام السابق ومن هنا جاء الطرق في وسائل الإعلام بكثافة من قبل منسوبي النظام السابق باعتباره احد رجلات الطرق الصوفية البعدين من العمل السياسي وربما يكون مقبول من كل الأطراف لذلك عملت علي تقديمه كمنقذ لتلك الأزمة ، ولكن ربما اكتشفت قحت ومنسوبي الحرية التغيير غير ذلك ومنها بدات في عمل مضاد للذي يجري الان خاصة وان الحرية و التغيير بمساندة فولكر والترويكا وغيرهم ممن لايرغبون في وصول نلك المبادرة الي غاياتها لذلك انعقدت ورشة موازية تعمل علي لم شمل الأمة السودانية من خلال التدخلات الخارجية، أن المشهد السوداني ازداد تعقيدا بتلك المبادرة وبتلك الورشة التي انعقدت بدار المحاميين اليومين الماضيين ومن الصعب ان يصل الطرفان الي حل تلك الأزمة مالم يكون هناك اتفاق تام ببن كل المكونات السياسية، فالمبادرات لن تحل الازمة السودانية وقد سبق من قبل أن طرحت العديد من المبادرات ووجدت نفس الزخم والاهتمام من قبل الراي العام المحلي والاجنبي، ولكن في النهاية فشلت كل المبادرات او فالنقل لم تبارح مكانها وطواها النسيان، ان حل مشكلة السودان والسودانيين ان يجلس الجميع علي مائدة واحدة كما فعلت الإنقاذ من قبل مع الحركة الشعبية بقيادة الراحل جون قرنق لقد استعصي الامر في البداية ولكن في النهاية تم التوصل لاتفاق نيفاشا 2005 ووقفت الحرب بعد توقيع السلام ولكن المشهد الان يختلف تماما عن وضع الحركة الشعبية مع المؤتمر الوطني فالان دخل الملعب اشخاص لم يغلبوا المصلحة الوطنية علي مصالحهم الشخصية ومن هنا بدا انسداد الأفق، فاما ان تنسحب المؤسسة العسكرية من المشهد السياسي وتطبق قرارات الفريق البرهان واما ان يتنازل المدنيين عن مواقفهم المتعنته ويدخلوا في مفاوضات مباشرة مع كل المكونات السياسية للوصول لحل الأزمة السودانية.