خبراء: مخاوف واشنطن من الوجود الروسي في افريقيا دليل على رفض الهيمنة مقابل الصداقة
تنامي مشاعر الاستقلال من جحيم الهيمنة الأمريكية واستبدالها بالمنافع المشتركة والمصالح المتبادلة لدى الشعوب والبلدان الأفريقية، جعل الولايات المتحدة الأمريكية تشعر بالخطر وان مصالحها باتت تحت التهديد المباشر لمنافسيها التقليديين وذلك نسبة لاتجاه عدد كبير من الدول الأفريقية إلى التعاون مع روسيا.
ولم يستغرب المراقبون والمتابعون انتقادات المسؤولين الامريكيين في عدد من المحافل للتدخل الروسي في افريقيا ومواصلة تحذيراتهم المستفزة للدول الافريقية من تبعات الوجود الروسي، في محاولة مكشوفة لفرض الهيمنة الأمريكية وحشد الدول الأفريقية لدعم أجندة الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد بات واضحاً للمراقبين ازدياد مخاوف وقلق واشنطن من الوجود الروسي في القارة السمراء، بدليل التخبط والتصريحات والوعود الجوفاء كرد فعل للزيارة الاخيرة لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لبعض الدول الافريقية وما احدثه من اختراق.
ويقول الخبير والمحلل السياسي الدكتور محمود تيراب ان حديث وزير الخارجية الأمريكي في محفل التغيير في طاقم الافرو كوم، يؤكد أن واشنطن لم تستوعب المتغيرات الدولية والإقليمية.
وأشار في هذا الخصوص إلى تراجع النفوذ الأمريكي في القارة الأفريقية بفعل السياسات الرعناء والغطرسة الاستعمارية.
وقال الخبير الأمني اللواء معاش محمد حسن خالد في تصريح صحفي إن موسكو قدمت نفسها كصديق وفي جدير بالاحترام على عكس القوى الغربية المتعجرفة ذات العقلية الاستعمارية، حيث ذكر بتصريح لافروف في إثيوبيا بأن الدول الأفريقية التي تحاول تقرير مستقبلها وحل مشاكلها بأنها جزء من نزعة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب والذي اتهم الغرب بالوقوف ضده لصالح الهيمنة الأمريكية.
ويرى الخبراء بأن الانتقادات الأمريكية للوجود الروسي في افريقيا تعني أن موسكو تسير في الطريق الصحيح، بدليل تنامي العلاقات الافريقية الروسية خلال الأعوام الأخيرة.