ما بين تشديد حميدتي بعدم العودة للسياسية وتقديم الاسناد .. هل تنجح الاحزاب في تحدي العبور؟
ذكر النائب الاول لرئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو خلال مؤتمر صحفي عقب عودته من ولاية غرب دارفور انه اشترط على زملائه في قبوله مقترح خروج العسكريين من العملية السياسية ، ان لا يكون هناك تراجع ، اي لا يعود العسكر مرة اخرى لقيادة البلد ، بل مضى الى اكثر من ذلك انه طلب ايضا ان يكونوا قريبين من المكون المدني فى مساعدته في الانتقال الديقراطي وتشكيل الحكومة .
ويرى مراقبون ان شروط حميدتي تاكيد على صدق الرجل في عملية الخروج من العملية وزهدهم في السلطة وان على الاحزاب السياسية التي سعت لتمزيق الوثيقة الدستورية ان تتحمل مسؤوليتها كاملة في الانتقال الديمقراطي واخراج البلاد من النفق المظلم ، ويقول المحلل السياسي والناشط في المنظمات الحقوقية ناصر محمد النور ان حرص حميدتي على اسناد المدنيين في مهمتهم بعد خروجهم من العملية السياسية فيه ابداء لحسن النوايا من اجل تعزيز المصلحة العامة بعيدا عن المكاسب الذاتية والشخصية.
ويرى ناصر ان نوايا حميدتي فيها من روح الايثار وتغليب المصلحة العامة وروح التعاون من اجل خير البلاد، بيد ان ذات هذه الصفات تجدها معدومة لدى قوى الحرية والتغيير والتي تظهر خلافاتها فيما بينها بمجرد تضارب المصالح الحزبية دونما النظر للمصلحة العامة حيث انها تتسابق من اجل الحكم وليس مصلحة الشعب .
من جانبه نصح السياسي موسى محمدين الاحزاب بان تضع المصلحة العامة نصب اعينها بعد ان استجاب المكون العسكري لمطالبها في الخروج من العملية السياسية، مشيرا الى ان خطوة العسكريين التى اعلنها رئيس المجلس السيادي الفريق عبد الفتاح البرهان بخروجهم من العملية السياسية، وعضدها النائب الاول لرئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو ، خطوة شجاعة وتحتاج لجدية اكبر، من قوى الحرية والاحزاب الاخرى .
واشاد محمدين بصدق حميدتي وانحيازه دوما لمصلحة المواطن كما فعلها من قبل وانحاز للثوار في وجه نظام الرئيس السابق عمر البشير عند اعتصامهم امام القيادة العامة.
ويرى محمدين ان الكرة الان في ملعب الاحزاب فهل تعي حجم التحدي؟