محاولة تسويق إعادة حمدوك.. متاريس في طريق الحملة
تشهد البلاد هذه الأيام استقطاباً اعلامياً حاداً يوازي سخونة المشهد السياسي وبالبطبع الاستقطاب الاعلامي له أهداف ومنطلقات ويهدف الى التحوير والتأثير على الرأي العام في توجيهه نحو هدف محدد وتسويق خط سياسي لصالح أفراد وجهات وقد برز هذا الاستقطاب الاعلامي بشكل لافت الأيام الماضية.
حملة تسويق حمدوك
حيث يرى مراقبون وخبراء إعلام انه يمكن ملاحظة الحملات الإعلامية من خلال ظهور نوع من الأخبار بصورة مفاجئة ومن ثم استمرار الخبر وتكراره، وأشاروا الى أنه كمثال على ذلك تنشط جهات في حملة اعادة تسويق حمدوك ليعود رئيساً للوزراء، وأكد الدكتور عادل التجاني الأكاديمي والمحلل السياسي ان حمدوك مع أنه لايتواجد في البلاد ولا يقوم باي شيئ مفيد أو طرح للأزمات القائمة ومع ذلك ، عاد الى العناوين الإخبارية في عمل إعلامي مخطط ولفت التجاني إلى أن حمدوك جزء كبير من الأزمة القائمة ولن يكون سبباً في حلها أو إحراز أي تقدم مشيراً الى أن حمدوك منح فرصتين على طبق من ذهب وبتفويض شعبي كبير فشل في إستثماره وأعلن عن عجزه واستقال بسبب الخلافات والصراعات السياسية وعدم قدرته على فهم المشهد السياسي المعقد وقال التجاني هذا أمر طبيعي وقلناه من قبل لأنه ببساطة حمدوك موظف أممي عاش كل حياته خارج البلاد ولايفهم تضاريسها وتشابكاتها السياسية والإجتماعية وقال إن من يسوق لعودته تدفعه أجندة شخصية أو حزبية أو تخطيط خارجي لأن حمدوك ليس لديه مايقدمه بعد الفشل الذريع الذي منيت به فترات حكمه الماضية ولضعف شخصيته وسيطرة أطراف داخلية وخارجية عليه مرجحاً أن يكون ذلك هو السبب الرئيسي لمحاولة تسويقه وإعادته لكونه شخص تسهل السيطرة والتأثير عليه
تساؤلات
وفي السياق قال الخبير الاعلامي الاستاذ محمد الرشيد أن هذه حملة ترويجية واضحة لإعادة حمدوك ، وعلينا طرح أسئلة عن من المستفيد من الترويج لعودته ولماذا ؟ وحينها سيعرف الرأي العام من يقف وراء الحملة لأن طريقة الترويج واضحة وأشار الرشيد إلى نشر أخبار بهذا المفهوم بمسميات لكيانات ثورية وهمية لا أحد يعرف عنها شيئاً وقال الرشيد مثل هذا الترويج عمل غرف إعلامية محددة تطلق بالونات اختبار لجس النبض ومعرفة ردة الفعل ومن ثم تتوسع في النشر وإعادة لنشر وتدوير الترويج على نطاق واسع بغية صناعة رأي عام مؤيد للخطوة وقلل الرشيد من تأثيرات هذه الحملة وأكد انها ستفشل لأن تجارب حمدوك تصعب تسويقه سياسياً وإعلامياً وجماهيرياً.
متاريس في طريق العودة
وفي ذات السياق أكد الدكتور شمس الدين الحسن المحلل السياسي أن هنالك متاريس في طريق هذه الحملة وقال إن انجازات حمدوك في فترتيه بالحكومة الإنتقالية لاتشفع له بالعودة وقال إن أبرزها هي إدخال البعثة الأممية بقيادة فولكر بالتنسيق مع السفير البريطاني السابق وأطراف غربية وقال الجميع الآن يعلم رأي الشعب السوداني الرافض لوجود البعثة الأممية وقال إن عهده شهد إرتفاع التضخم بصورة غير مسبوقة وتدهورت الأوضاع الإقتصادية وارتفع سعر الصرف وضاقت الأوضاع المعيشية بالمواطنين
وأكد أن السبب الرئيسي في هذا التدهور المريع هو تطبيقه سياسات البنك الدولي بحذافيرها دون النظر الى تأثيراتها السالبة على الشعب السوداني، وقال الحسن يمكننا أن نعدد الكثير من النقاط التي تحسب عليه لا له، وقال إن حمدوك بذلك وعوداً كبيرة لم يحقق منها شيئ حيث حمل الخطاب الاول لرئيس الوزراء السابق شعارات الحرية والسلام والعدالة والوعد بالاصلاح الاقتصادي ومجانية التعليم والصحة ولم يحدث ذلك بل تدهورت الأوضاع إلى الأسوأ
التدخل الأجنبي
كثير من الخبراء يرون عودة حمدوك تعني عودة التدخل الأجنبي والاستباحة للبلاد من الدول الغربية سيما وأن الغرب يواجه أزمة اقتصادية كبيرة خصوصاً بعد الحرب الروسية الأوكرانية ، وسيكون هدف الغرب استباحة موارد السودان لحل أزماته ويرفض قطاع عريض من المواطنين حمدوك لهذه الأسباب فضلاً عن أنه تقدم باستقالته بنفسه بعد أن شعر أنه ليس لديه مايقدمه ولكل هذه الأسباب مجتمعة وغيرها تبدو محاولة تسويقه في غاية الصعوبة وضرب من العبط السياسي المستحيل.