خبير يحذر : بطء الانتقال سيؤدي إلى إنتشار المخدرات والجريمة المنظمة والعنف المجتمعي
حذر الاستاذ محمد المصطفي الخبير في قضايا المجتمع والاسرة والمهتم بالقضايا والهموم الشبابية من أن بطء عملية الانتقال الديمقراطي في السودان وتطاول أمد الفترة الانتقالية وفشل العملية السياسية سيؤدي لامحالة إلا إنتشار المخدرات وسط الشباب السوداني وسيؤدي كذلك إلى إنتشار الجريمة المنظمة والعنف المجتمعي وبروز الكثير من الممارسات الشاذة التي لاتشبه المجتمع السوداني وعاداته وتقاليده الحميدة والموروثة منذ الاف السنين.
وقال المصطفى إن الشباب السوداني فجر ثورة ديسمبر بكل شجاعة وشارك في المد الثوري بكل بسالة وقدم المئات من الشهداء والالاف من الجرحي والمفقودين إلا أن تمت إزاحة البشير وإسقاط نظامه إلا أنه فوجئ بسرقة ثورته وإعتلاء وتصدر بعض النشطاء السودانيين القادمين من وراء البحار للمشهد السياسي والتنفيذي وإبعاد شباب الثورة ولجان المقاومة من دائرة التأثير والفعل ليجد هؤلاء الشباب أنفسهم فجأة خارج جني ثمار الثورة التي صنعوها بدمائهم وليتفاجئوا بأن تضحياتهم ضاعت هباءاً منثوراً ولم يجدوا ماحلموا به من واقع سياسي جديد يحترم حقوقهم ويفتح لهم المجال لمواكبة العالم في تقنياته الحديثة ويوفر لهم تعليم عام وجامعي ممتاز يشبه على الاقل دول الجوار في المحيط العربي والافريقي مبيناً انه وبدلاً من ذلك وجد هؤلاء الشباب واقعاً مظلماً وكابوساً لم يستطيعوا الافاقة منه حتى الان موضحا أن توقف الحياة الجامعية وإغلاق الجامعات والانهيار الاقتصادي وتفشي العطالة بنسبة كبيرة جداً وسط الشباب جعلهم يشعرون باليأس الكبير وبخيبة أمل كبيرة تجاه واقعهم المرير بعد تضحيات كبيرة وعظيمة.
وأضاف الاستاذ محمد المصطفى أن تأمر القوى السياسية السودانية على الفترة الانتقالية وفشلها في إدارتها وغرقها في الصراعات والتشظي والانقسام يجعل الشباب السوداني في ظل هذا الواقع الاليم صيداً سهلا لمروجي وتجار المخدرات ويجعلهم كذلك صيداً سهلاً لرعاة وصانعي الجريمة المنظمة مؤكداً ان حالة اليأس التي يعيشها الشباب السوداني جراء الفشل الذي صاحب الفترة الانتقالية حتى الان يجعلهم يقبلون على الكثير من الافعال والممارسات الشاذة مثل الانضمام للجماعات التكفيرية الارهابية أو يجعلهم يتصادمون مع كل العادات والتقاليد الحميدة للشعب السوداني ويقبلون على بعض الممارسات الشاذة التي لاتشبه المجتمع السوداني مما يجعلهم في حالة صدام دائمة مع المجتمع وكبار السن وأرباب الاسر.
وشدد المصطفى أنه إذا لم تتم عملية إنتقال سريعة إلى بر الامان السياسي الذي يمهد لتعافي إقتصادي يلبي طموحات الشباب السوداني ويستوعب طاقاتهم فإن السودان قطعا ً سيكون مقبل على تفكك أسري لامثيل له في المنطقة في ظل غياب الحواضن الفكرية والثقافية التي تستطيع أن تستوعب الشباب.