(بينما يمضي الوقت) .. أمل أبو القاسم .. مائدة الثلاثي مقابل المبادرات والمواثيق والدساتير … واهدار الزمن
كم هو مقيت الهرج الذي يعتري الساحة السياسية منذ إنقلاب 25 اكتوبر وحتى الآن، هذا بعيدا عن الهرج الذي سبقه في الفترة الانتقالية التي ولدت بعد مخاص عسير أسفر عن جنين مشوه سرعان ما لفظ انفاسه.
ما علينا..قلت ان هرجا يسود الساحة منذ نحو تسعة أشهر، بدء بتصريحات رئيس مجلس السيادة عقب الحدث بيومين والتزامه بتشكيل حكومة خلال اسبوعين وليس انتهاء بفشله في ذلك والقوى السياسية ابى أن يتلملم شعثها ولن يحدث في ظل تناسل حلول متقاطعة لم تعي حتى الآن المطلوبات الحقيقية للمواطن السوداني المفترض أنه المستهدف بهذه المهرجانات المتخلقة من أجسام تراعي مصلحتها فقط ولا تنظر أبعد من تحت قدميها، ومن جهة أخرى، آليات الحلول المتهتكة والتي لا تستصحب الأطراف المعنية _ والمصطلح عليها بأهل المصلحة_ ، ولم يهتم أو يسعى بعضها لقبول الآخر نتيجة تفرق المكونات أيدى سبا وإهدار دمها في القبل الأربعة.
واعني هنا المبادرات ، واللجان ، واللجان المنبثقة، والمواثيق ، والدساتير غير الشرعية وهلموا جرا مما ظل يمور به جوف الساحة منذ تسعة أشهر دون الوصول لحلول ناجعة ولن تصل ما لم (تقطع دم وتسيح عرق) وعشان ما تفهموني غلط اقول:
كل المبادرات السابقة واللاحقة والتي ظل البرهان يبدي قبوله بها بطريقة ديناميكية محيرة وآخرها مبادرة الشيخ الجد التي افلح الكيزان في الحشد لها وهم الأكثر خبرة في هكذا مجال، ومن ثم الالتفاف حولها بلا موارة أو خجل كان يمكن لها ان تصيب نجاحا لو استهدفت أهل المصلحة ( القحاتة) محل الجدل والذين تجري كل هذه المبادرات لمحاولة التقريب بينهم والمكون العسكري لا من أجل شراكة جديدة بل الوصول لصيغة تمرير الفترة القادمة التي و رغم تقديم العسكر تنازلا ظلوا عبثا يؤكدون مصداقيته.
قلت إستصحاب أهل المصلحة الذين كان لابد من التركيز عليهم وهم أس هذه الفوضى لا التركيز على أحزاب وأجسام وأشخاص هم في الأساس حلفاء للعسكر.
ما لفتني ودفعني لهذه (الرمية) الطويلة هو الخبر الذي نشر عن لقاءات بين قوى الحرية والتغيير بشقيها والمكون العسكري وهؤلاء هم أصحاب المصلحة المتشاكسين وهذا هو الحل الوطني الخالص الذي يرمى له. وبحسب الخبر فقد تمتد هذه اللقاءات عبر مائدة مستديرة، وحوى الخبر نقاط أوردتها عدد من الأجسام والمبادرات والمواثيق تتمثل في تشكيل حكومة كفاءات وطنية بعيدا عن المحاصصات على ان تذهب الأحزاب وتتفرغ لتجهيز نفسها للانتخابات ،و يتفرغ المكون العسكري لمهامه الاصيلة الأمنية.
إذن ثمة اتفاق في جوهر القضية بقى فقط تنزيل ما اتفق عليه في اسرع وقت فالوطن لم يعد يحتمل، وبالنسبة لمركزي التغبير فعليهم بمن حضر أما المهرجلين والهتيفة الذين ورغم انحسار صوتهم وضعف قوتهم وشارعهم ما زالوا يكابرون بانهم على وشك إسقاط العسكر وهذا حديث مكرور وفرفرة مذبوح لا يقوى على رفع نفسه ناهيك عن إسقاط آخرين، هؤلاء مشاكسون فقط لن ينجحوا في مساعهم ولن يتركوا البقية الباقية منهم تنجح وكل محصلتنا منهم إهدار للزمن لا غير. وعلى من ابتدروا الحوار إكماله بمسؤولية بعيدا عن الهتر السياسي.