د. عمر كابو (ويبقي الود) .. اليسار: حمامات من الدم
لم نستغرب أن يقدم اليسار علي مواصلة مشروع التصفيات الجسدية لأعضاء لجان المقاومة فالقتل عندهم (أسهل من إلقاء تحية) علي قول شاعرهم ومحاميهم الشيوعي كمال الجزولي الذي هتف ذات مجزرة وصدح بقصيدته الدم :
أن نقتل أصبح أسهل من إلقاء تحية
أن نطلق في الرأس رصاصة
أن نغرز في الصدر الخنجر
أن نشنق أن نخنق أن نبتر
أن نمسح حد السيف بحد اللحية
انطلاقا من فلسفة الحزب والتي تتخذ من الصدام والعنف الثوري وسيلة جبانة للوصول لكرسي السلطة٠٠ فاليسار يدركون أن الانتخابات لن تأتي بهم حكاماً علي البلاد حتي إن لم ينافسهم فيها أحد؛ في وطن كل ناحية أو ملمح فيه ينطق بالحنفية السمحاء ويمجد شريعة الله ويتخذ من الإسلام شعاراً أثيراً حبيباً عظيماً له٠
لذلك رأينا بأم أعيينا كيف كانت كوادر اليسار تلج عمق التظاهرات لتقتل (نوارة) التظاهرة فقط لأجل اشعال الشارع ضد قواتنا النظامية والتي لم تسلم هي نفسها من دمويتهم ومن عنفهم وصدامهم المرير قتلاً وتجريحاً واساءة وقذفاً ورشقاً بالحجارة وسحلاً لكوادرها وأخيراً قتل عميد الشرطة أثناء تأدية دوره في حمايتهم وتأمينهم في تلك الحادثة البشعة التي أدمت القلوب وأسالت الدموع٠
إذن ليس هناك من استغراب أو دهشة في أن يقتلوا ويسحلوا ويدمروا٠
لكن الغرابة تكاد تتجاوز مرحلة الصدمة والفجيعة فيهتز لها الوجدان في أن تصل التصفية مرحلة من البشاعة علي نحو أن يتم تهشيم الضحية مثلما فعلوا مع القتيل محمد عبدالقادر الزين وعلي نحو مافعلوا مع زميله في (لجان غاضبون)محمد عبدالحميد أحمد وهم ينصبون له المشنقة تعليقاً علي حبل فقط ربما لمجرد خلافات في وجهات النظر٠
فعلوا ذلك بتلك البشاعة في تبجح لم يكلفوا حتي لجنة الاطباء الشيوعية أن تصدر بيانها كالمعتاد لتدين فتعلن عن (استشهادهما) كما تفعل كل مرة٠
فعلوا ذلك ولم تخرج منظماتهم الأممية بأي بيان يدين ويشجب قتلهما هل هناك بجاحة وتهور أعظم من ذلك؟
نعم ظللنا نحذر الأسر من غدر وخساسة وحماقة أحزاب اليساريين وقلنا مراراً وتكراراً أن هؤلاء يتخذون من شباب السودان وقوداً في معركتهم لاسترداد فردوسهم المفقود بالضغط علي الجيش
لكن ذهبت تحذيراتنا أدراج الرياح ولذلك لا تلومن الأسر إلا نفسها إن فقدت شبابها وفلزات أكبادها وأحبابها وتركتهم يخرجون في مظاهرات اليساريين بظهور مكشوفة تحدق بها الأخطار من كل جانب٠
نشاطر الأسرتين حزنهما الكبير في الحادثتين وهما تستقبلان الجثتين بتلك الطريقة الصادمة البشعة التي اهتز لها الوجدان وصدم من فجيعتها الرأي العام٠
ونجدد مرة أخري دعوتنا للأسر السودانية بأن تأخذ حذرها وتمسك عليها شبابها من غدر اليساريين فهؤلاء اليسار أصحاب قلوب نزعت منها الرحمة والعطف
والشفقة٠
من يخبر الشيوعي كمال الجزولي بأن نبوءته الشعرية قد تحققت بشنق أحد رجال المقاومة كما الصورة المرفقة؟!
إنا لله وإنا إليه راجعون