( رؤى متجددة) .. أبشر رفاي .. عبرت العلاقات الثنائية وانتصرت شكرا البرهان شكرا جو بايدن
بعد فاصل مداري طويل من القطيعة بالمفهومين المحلى والعام والعدائيات السياسية والايدلوجية والعسكرية والامنية والاقتصادية بفعل الطرفين وبفعل فاعل عبرت العلاقات السودانية الامريكية وانتصرت ، ذلك ان عملية العبور والانتصار والمحافظة عليه في اي من المجالات والمهام تتطلب رحبنة الافاق والتخطيط ، والتخطيط البرامجي ، والاستراتيجي الذي يمثل الاطار المرجعي لعمليتي العبور والانتصار ..وفي سياق العلاقات الثنائية بين البلدين تفيد الخلفية التاريخية بأنها قد بدأت بداية صحيحة اثمرت منافع ومصالح خدمية تنموية عبر دفعيات المعونات والقروض والمساعدات والمنح وخلافها من الصيغ الايجابية لتبادل المنافع والمصالح بين البلدين تقف اليوم شاهدا بشهادة الشعب السوداني معبرة عن اروع ماتكون سياسات ودبلوماسية تبادل المصالح والمنافع الشريفة . ولكن بقياس مستوى العلاقات الثنائية الاستراتيجية المشتركة بالمقومات والامكانات المتاحة بالبلدين على مدي ست عقود ونصف النتيجة متواضعة للغاية ودون الطموح تماما ، السبب واضح هو اصرار الطبقة والنخب السياسية والانظمة المتعاقبة بالبلدين اصراها على حصر العلاقة على مستوى الانظمة وتقلباتها السياسية ومدارسها الايدلوجية والفكرية الاستعلائية والمتطرفة والمتشددة ، الامر الذي جاء خصما على تطلعات وطموح الشعبين الصديقين وعلى قدراتهما وامكانياتهما الحقيقية ،
ثم بعد مضى ربع قرن من غياب وتغييب عملية ترفيع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين الى درجة سفير خصوصا من الجانب الامريكي ، تأتي اليوم بارقة الامل الجديدة التي بموجبها تم ترفيع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين الى درجة سفير ( السفير محمد عبد الله ادريس سفيرا للسودان لدى الولايات المتحدة الامريكية والسفير جون قود فري سفيرا للولايات المتحدة الأمريكية لدى السودان ) الذى قدم وطاقمه اوراق اعتماده الخميس ١/ ٩ / ٢٠٢٢ للفريق الركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة بالقصر الجمهوري . هذه بلا شك فرصة تاريخية عظيمة ينبغى صونها والمحافظها عليها بأقصى درجات الحفظ والصون ، فرصة لم تأت هكذا صدفة انما عبر جهود وطنية تراكمية مخلصة قدمت خلالها خاصة في مراحل التشويهه والتشهير وخلط الأوراق السياسية والداخلية لهزيمة واقصاء الخصوم والتحرش السياسي بهم ودفنهم تحت انقاض الزمن والمشى من فوقهم قبل الثورة وفي ظلها وبعد نجاحها والى يومنا .. نصيحتنا لأنفسنا نحن الشعب السوداني بالداخل والخارج وللنخب والطبقة السياسية والفاعلون كما يحلو لثقافة الامم المتحدة تسميتهم نصيحتنا بالإضافة للنصيحة والوصية الاولى الخاصة بصون المكتسب الدبلوماسي الكبير الذي ربما كوطن نحسد عليه من البعيد والقريب والأقرب في هذا الزمان ، نصيحتنا ان كان لابد ولا محالة من تجيير المكتسب الدبلوماسي والاستقواء به سياسيا في اطار المعارك السياسية الداخلية العبثية الفارغة معارك علنية وسرية تحت الظلام وفي الليل البهيم ، فاليكن ذلك الاستقواء والتجيير لصالح الوطن والمواطن ومكتسباته ، فكل الانظمة السياسية ثبت بانها لا محالة ذاهبة ادراج رياح التغيير وتداول الايام بين الناس ، عدا الوطن والمواطن فهما يمشيان على ادراج المجد والعزة وليس على ادراج الرياح .
نعم تذهب انظمة وتاتي اخرى والشعب باق مابقية الحياة في دولة واحدة اوحتي في دولتين .
النصيحة الثانية لسعادة الفريق الركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة ان الانجار السياسي الدبلوماسي الكبير الذي تحقق بالامس بالقصر الجمهوري من خلال مراسم الاستقبال والوداع الانيقة للسادة السفراء الكرام والذي كان بمثابة كرنفال فرح دفاق من اجل تفوق ونجاح السياسات الحكيمة والدبلوماسية الاخلاقية المتقدمة ، نجاح ساسه القراءة الوطنية والخارجية الصامتة والجهرية المستحقة والمراجعات والتدقيقات المفيدة ، بعيدا عن استخدام ادوات البلادة والغشيات الفردية والجماعية كالبخرات وحرق البخور والتبخير والشف والتكشف والاتجار في المعلومات وسياسيات غسيل الكسب المعشي الرخيص والمسترخص في موائد الوطن وأكلته ..
هذا الانجاز بلا ادني شك هدية تاريخية للوطن وللمواطن لاينبغي ان يجير لاحد ولا لاي جهة كانت ، ذلك ان من اليات وادوات توصيل تلك الهدية للوطن والمواطن ، حزم وحسم كافة اشكال الصراعات والتحفظات والتقاطعات تجاه الانجاز سواء كانت معلنة او مبطنة داخل كابينة القيادة والقيادات العليا بالدولة ، ان ترك وإهمال اي تقاطعات مهما قل وصغر حجمها وتركها دون معالجة حتمية حكيمة يشكل في نهاية المطاف ثغرة خطيرة ياتي من خلالها الفشل والتفشيل .
اما الجزء المكمل للنصيحة وهو سرعة انجاز الترتيبات السياسية والدستورية لسد الفراغ الدستوري المتطاول بالبلاد وسده تماما ، وبذلك تكون القيادة العليا بالبلاد قد صانت المكتسب والمكتسبات وسدت أوسع الأبواب التي يأتي من خلال ( الهوا ) المهدد للحرية والسلام والعدالة والاستقرار المثالي الكلي .
نصيحة ثالثة للسفير الامريكي جون قود فري ضرورة ما أمكن قراءة الرؤى المتجددة التي صدرت مع قدومكم الميمون لأنها برأينا تحتوي على إضاءات سياسية فكرية استراتيجية مهمة تعطي ميزات مهمة تساعد في المشي تحت الاضواء الكاشفة سياسيا ودبلوماسيا وكذلك مهارات المشي فوق الألغام السياسية واللخمة والزحمة الرامية للتجيير وللاستقواء الداخلي .. وفي حال فشل المستقوي وخسارة وبوار تجارته حتما ومن واقع التجارب المقارنة سيلجأ للبديل الجاهز هو الحملة السياسية والاعلامية التشهيرية الجائرة التي ربما قد تبلغ بكم درجة اتهامكم بالكوزنة ومناصرة النظام البائد والانقلابيين وغير ذلك من صور التحييد وسرعة الكسب والإرهاب السياسيين الذي انتظم بيئة وأجواء التغيير من قبل الذين نصبوا انفسهم تضليلا وظلما وبهتان ومكرا بأنهم هم الوحيدون الداعمين لحركة التحول الديمقراطي بالبلاد .
نصيحة سعادة السفير وانت قد بدات بداية صحيحة من خلال تقديم اوراقك بالامس للسلطة المحترمة القائمة ومن خلال مضمون خطابك الرصين الرزين الذي أشرت فيه الى التعرف والتواصل مع الشعب السوداني لتجسسير وتجسيد تواصله مع الشعب الامريكي الصديق الشقيق انسانيا بجانب تسريع تكون الحكومة والهياكل بقيادة مدنية ، نصيحتنا ضرورة الوقوف في مسافة واحدة من الفرقاء السودانيين ، اهمية هكذا وقوف يعطي قيمة سياسية دبلوماسية مضافة وهي رصف وتعبيد طريق ثالث للوطن والمواطن ومصالح ومنافع البلدين في حال التعنت في رسم الطريق الاول والثاني مشترك ، نصيحة اخرى للسفير الامريكي ضرورة ان تضع في الاعتبار والاتباهة بان القضية السودانية قضية بنيوية تراكمية طويلة لها ابعاد تاريخية ومرحلية وظرفية يتعمد البعض تعمية حصرها في فقط في تجربة النظام السابق ( ويسوق على هذا المقود المجتمع الدولي والأمريكي والمحلي بالخلا الصي ) نقول قولنا هذا لاننا قد لمسنا فرقاء الوطن والقضية والثورة الا من رحم الله الكل يسعى بأساليبه الخاصة بغرض الاستقواء بالسفير الامريكي بشكل او اخر وان لم يستطع خفية وان استطاع فجهرا بتحميله قفة التشغيل السياسي ومن شواهد ومشاهد وادلة تلك الممارسات الاستباقية الاحتوائية الاعلامية السياسية الخطيرة صور التغطية الاعلامية من قبل فضائيات ووسائل ووسائط اعلامية معينة منذ قدومكم وحتى مرحلة مراسم تقديم اوراق الاعتماد حيث رصدت الرؤى بعض فضائيات ومواقع غسيل السياسات القذرة والاتجار في ازمات الشعوب دون أزماتها ، الازمة السودانية على المثال هذه المسائل والممارسات التي ترمي للتجيير او التشهير لاينبغي ان يهملها السيد السفير ويغض الطرف عنها وعن التواصل مع مصادرها ليعرف ماذا تريد هي بالضبط فادوات الصراع والفتنة في الازمة السودانية ما عادت ادوات واليات محلية بحتة بل للصراع حواضن وحواضر وحضور على مستوى الجوار ومن وراء البحار وفي اعاليها وفي الفضاءات المفتوحة .
نصيحة قبل الخيرة للقائمين على الامر وللسفير الامريكي ضرورة ضبط وتفكيك بعض المفهيم لصالح التحول الجديد دبلوماسيا كمفهوم ، المصالح والمنافع والقضايا ذات الاهتمام المشترك ، سياسيا :- مفهوم التحول ودعم التحول الديمقراطي ، والفاعلين واصحاب المصلحة ، والقوى الوطنية ، والمدنية والقيادة المدنية ، والشرعية ، العملاء والنظام المباد والبائد وفلوله وحلفائه وقبل ذلك الانظمة البعاتية التي بعتت مجددا بعد ان دفنها الشعب السوداني في اجداث التاريخ والزمن كاتبا على شاهدها الفاتحة على هذا المرحومة والمرحومة .
نصيحة اخيرة ضرورة ادارة العلاقات الجديد يتكامل نفرة ونفير الدبلوماسيات الثلاث الرئاسية والرسمية والشعبية حيث تكمن اهمية الدبلوماسية الثالثة في ضرورة تفعيل مجلس الصداقة الشعبية العالمية عامة ومجلس الصداقة الشعبية السودانية الامريكية والجاليتن بالبلدين ومن اهم نقاط ومنطلقات التفعيل مراجعة والوقوف على المكتسبات التراكمية الايجابية وتلافي السلبية ثانيا إيداع والاطلاع على الرسائل الواردة في كلمتي رئيس المجلس السيادي والسفير الامريكي بمناسبة تسليم اوراق الاعتماد واخرى بذات المعنى بغرض تعزيز واستدامة العلاقة بين الشعبين الصديقين التي ينبغي ان تتقدم الحكومات هنا وهناك وتكون شاهد وضامنا لها ولاستمراريتها علاقات تقوم على التقدير والاحترام المتبادل وعلي تبادل المصالح والمنافع عالية الاخلاق عالية القيمة عالية المنافع للشعبين الصديقين وعبرهما للشعوب والانسانية قاطبة ضمن تدابير عقلانية متقدمة تدفع باتجاه التفعيل الايجابي للحضارة وللحضارات و لرفع قدر الشعوب والانسانية من جهة وتحجيم مخاطر ومهددات محور الشر من الاخرى او تحويلها وتدويرها الى منافع يستفاد منها .
ولسع الكلام راقد ومرقد بسفروك دار مساليت ان صاب سلاح وان جلا عود وراح …