السفير الامريكي .. مطبات في طريق مهمته
كشف محللون عن جملة من الصعوبات تعترض السفير الامريكي الجديد وتهدد تحقيق أهداف بلاده، في مقدمتها العلاقات راسخة بين السودان وكل من روسيا والصين، بسبب التعاون الممتد مع نظام الرئيس السابق عمر وقلل سياسيون من قدرة غودفري على إحداث تطور في العلاقة بين البلدين على مستوى التعاون الحكومي وتقديم الدعم التنموي وتعزيز الشراكات مع المؤسسات المالية بجانب خروج الامارات والسعودية من الهيمنة الامريكية والدور السلبي لبعثة الامم المتحدة يونتامس
الاصطدام بالواقع
وقال المحلل السياسي الدكتور عثمان الصادق أن السفير الامريكي الجديد غودفري سيصطدم بواقع لم يتخيله ومنها ان بلاده لم تكن حاضرة بفاعلية حينما نجحت الثورة في الإطاحة بنظام البشير، ولم تقدم الدعم لانجاح الثورة عما ان معاداتها للسودان طيلة عمر حكومة الانقاذ رسّخ في اذهان السودانيين عدم التعامل مع واشنطن خاصاً وان تجاربها في دول الاخرى اثبتت من خلالها بانها تعمل لصالح اهدافها وليس لصالح الشعوب وقال الصادق أن السفير سيجد امامه قوى لابد من تحجيمها في مقدمتها دور الامارات والسعوية وبعثة اليونتامس التي تسلك طريقاً يقود لتقسيم السودان وذيادة خلافاته وان محاولة تصويب الصورة الذهنية السلبية التي تشكلت عن الولايات المتحدة الامريكية امراً مستحيل نتيجة الممارسات الخاطئة والقرارات التي يصدرها الكونغرس الامريكي وتصب في اتجاه تجريم المكون العسكري الذي يستلم مقاليد السلطة
استراتيجية جديدة
واضاف استاذ العلوم السياسية محمد هارون ان الولايات المتحدة الامريكية تجهل الكثير من تفاصيل الازمة السودانية والمجتمع السوداني لغيابها لثلاثون عاماً عن الساحة السودانية ومد تواصلها مع ناشطين بهدف مساعدتها في اصدار قرارات دولية مشيراً الى ان من اعتمدتهم عليهم في معرفة الازمة السودانية لم يكونوا على قدر من النزاهة بل تعاونوا معها من اجل مكاسب شخصية مشيراً الى ان ذلك الاختلال غيّب واشنطن من الساحة وجاءت تدخل فيها بفكرة (العصاة والجذرة ) واعتبره امراً مستحيلاً بحسب ان السودان عاش (30) عاماً يفخر بعصيان امريكا وان تلك الفترة خلقت له صداقات مثمرة مثل تعاونه مع روسيا والصين وعدداً من الدول العربية والافريقية كانت تدافع عنه مشيراً الى ان السفير يحتاج لاستراتيجية للتعامل مع السودان تقوم على تفهم الازمة السودانية والمجتمع وقال (لايكفي ان يتحدث العربية لينال ثقة السودانية ) مشيراً الى ان الثقة تكتسب بتقديم مساعدة ملموسة على ارض الواقع بدلاً محاولة التكسب بوعود ذائفة