جثمان كابلي يعود لحضن الوطن بقلم اسماعيل شريف
فقدت البلاد أحد كبار رجالات الفن والإبداع والثقافة فلم يكن الاستاذ الراحل عبد الكريم الكابلي مجرد مؤدي ومطرب إنما كان موسوعة ثقافية وادبية فذة قدم خلال مسيرته الممتدة أعمالا ظلت راسخة في ذاكرة الأمة السودانية
المعروف أن الكابلي شكل نمطا جديدا للطرب السوداني فقد كان مثالا للفنان المثقف والباحث في التراث والمبدع والأديب والمتحدث اللبق ذو الإمكانيات العالية والذوق الرفيع.
قدم لنا أغنيات عديدة إستطاعت الوصول إلى وجدان الأمة وتغلغلت في قلوب الناس فقد غنى أنشودة آسيا وإفريقيا وكلميني يامرايه ومروي وغيرها من الأهازيج السودانية الأصيلة والمعبرة.
لم تلهه سنوات غربته في الولايات المتحدة الأمريكية عن عشق الوطن الأم بلاده العزيزة السودان وكانت كلماته الأخيرة وهو على فراش المرض تنطق بحب السودان وتأتي وصيته بنقل جثمانه الطاهر ليدفن في أرض الوطن الحبيب رسالة تحمل عدة معاني.
حطت طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية ظهر اليوم الجمعه تحمل جثمان الفنان الكابلي وسط حضور رسمي وشعبي كبير يتقدمه الأستاذ محمود الحوري وزير التربية والتعليم المكلف ممثلا لمجلسي السيادة والوزراء. وتمت الصلاة عليه بعد ظهر الجمعة بمسجد المرحوم حسن متولي ووري الثرى بمقابر الشيخ موسى بالصبابي تنفيذا لوصيته
خالص التعازي لأسرة الفقيد ولجميع اهله احبابه والتعازي للشعب السوداني وهو يفتقد الكابلي صاحب الاناشيد ورجل القصيد وصاحب الكلمة والموقف
ألا رحم الله فقيدنا وأسكنه فسيح جناته إنا لله وإنا إليه راجعون